يعد المجمع العلمى أقدم مؤسسة علمية فى مصر بعد الأزهر، والذى يعتبر من أقدم المؤسسات العلمية فى العالم كله، حيث مر على إنشائه 223 عامًا، وخلال الشهر الحالى تمر ذكرى إنشاء المجمع بعد أن أصدر نابليون بونابرت قرارًا بإنشائه فى مصر، عام 1798م.
أسسه نابليون بونابرت ليكون هيئة علمية بحثية على غرار المجمع العلمى الفرنسى وذلك ضمن مهام الحملة الفرنسية على مصر، وكان الهدف من تأسيسه العمل على نشر المعرفة فى مصر والقيام بدراسات عن أحداث مصر التاريخية وأهم مرافقها ومواردها الطبيعية وعقدت أول جلسة له فى قصر حسن الكاشف الذى تشغله الآن مدرسة السنية الثانوية بحى السيدة زينب بالقاهرة .
وقد انشغل أعضاؤه الذين يمثلون صفوة علماء فرنسا آنذاك بدراسة نظم مصر المالية و الإدارية وعناصرها الجغرافية و المائية و كل ما وقع تحت أبصارهم من فنون و آثار و ضمنوه فى الكتاب الشهير "وصف مصر" الذى لا يزال أحد مناهل المعرفة عن مصر.
وعقب رحيل الفرنسين عن مصر عام 1801 توقف نشاط المجمع إلى أن بعثت فيه الحياة مرة أخرى فبدأ نشاطه من جديد عام 1836 تحت مسمى "الجمعية المصرية" وكانت تضم أعضاء من فرنسا وألمانيا وانجلترا، وفى عام 1859 انتقل إلى الإسكندرية وتغير اسم المجمع ليصبح المجمع المصرى برعاية والى مصر آنذاك محمد سعيد باشا وبتعضيد جماعة من العلماء من بينهم جومار و مرييت و كوينج و لمعت أسماء بعض أعضاء المجمع مثل شواينفورت وهو أحد مشاهير الرحالة الذين تخصصوا فى العلوم الطبيعية ومحمود الفلكى باشا وهو فلكى شهير، أما أوجست مرييت و جاستون ماسبيرو الذين تخصصا فى تاريخ مصر الفرعونى فكان لهما فضل تأسيس المتحف المصرى فى مكانه الحالى بوسط القاهرة و قد أطلقت مصر اسميهما على بعض شوارع العاصمة عرفانا بما قدماه من دراسات عن مصر، حسب ما جاء بموقع المجمع العلمى.
كما كان من بين أعضائه كارل لبسيوس وجاك مورجان من علماء الآثار ويرجع لهما الفضل فى وضع أسس تاريخ ما قبل التاريخ المصرى، كذلك كان من بين أعضائه الأمير عمر طوسون وعلى مصطفى مشرفه باشا وعلي إبراهيم باشا وأحمد كمال باشا وغيرهم من صفوة العلماء النابهين.
وقد عاد المجمع العلمى المصرى إلى القاهرة عام 1880 ومن ثم أعيد اسمه الأول بمرسوم ملكى عام 1918 وتم وضعه تحت رعاية القصر الملكى مباشرة، وقد لمعت فيه أسماء لشخصيات علمية بارزة أمثال طه حسين وسليمان حزين الذى توفى عام 1999م.