جاء نابليون بونابرت إلى مصر حاملا بداخله أحلام وطموحات كبيرة، فقد رغب في تكون إمبراطورية فرنسية في الشرق، ووجد في القاهرة بداية لتأسيس تلك الدولة العظمى التي طالما تشكلت في وجدانه وطموحاته معا.
تمر اليوم الذكرى الـ 222، نابليون بونابرت يغادر مصر من الإسكندرية عائدًا إلى فرنسا، وذلك في 22 أغسطس عام 1799، فما الذى جعل الجنرال الفرنسي الأشهر وأول إمبراطور لفرنسا يقدم على خطوة ترك أحلامه في القاهرة، ويعود مرة أخرى إلى بلاده؟
نابليون فكر كثيرا قبل ترك القاهرة، وكان متابعا جيدا لما يجرى في بلاده، وهو لعله ما يظهر من خلال التي تركها للجنرال "دوجو" قائد حامية القاهرة، قبل أن يرحل نابليون عن مصر فى مساء يوم 22 أغسطس 1799، يقول له فيها: عندما تصلك هذه الرسالة سأكون فى عرض البحر. إن الظروف تجعل من وجودى هناك أمرا محتما. إن لدى الجنرال كليبر تقديرا وصداقة لك. كن على ثقة أنه خلال الشتاء سوف يصل أسطول البحرية الفرنسية وعندئذ ستتمكن من العودة إلى فرنسا ومزاولة عملك فى الهيئة التشريعية. إذن استخدم موهبتك وحزمك لحفظ الهدوء فى هذه المدينة الكبيرة، وهى مركز مصر ومركز الجيش فى آن واحد. كن على ثقة أنه مهما كان المكان الذى ستضعنى فيه الظروف فإننى سأحتفظ دائما بالتقدير والصداقة اللذين أوحيت لى بهما.
قرر نابليون العودة سراً إلى فرنسا على أثر قيام حرب عامة بين أوروبا وفرنسا، هنا ربما وجد نابليون الفرصة سانحة لكى يصنع مجدا شخصيا أكبر، فاذا استطاع أن يعود ويقود جيش بلاده ضد الجيوش الأوروبية ستكون الفرصة سانحة تماما لكى يكون الراجل الأول في السلطة.
نابليون انتصر في جميع المعارك التي خاضها، وتمكن من فتح شبه الجزيرة الإيطالية خلال سنة، وبعدها قام بعزل حكومة الإدارة وأنشأ بدلًا منها حكومة مؤلفة من 3 قناصل، وتقلد هو بنفسه منصب القنصل الأول؛ ثم أقام أحلافًا عسكرية ودبلوماسية مع الفرس والهنود والعثمانيين في سبيل ضرب كل من المصالح البريطانية في الهند، والمصالح الروسية في الشرق الأوسط، وتعاون مع سُلطان مملكة ميسور فتح علي خان تيپو وأيده بجنود ومعدات كثيرة خِلال حربه مع البريطانيين في الهند.