مع حلول شهر رمضان يتسابق الصائمون على تلاوة القرآن الكريم وختمه قبل نهاية الشهر المبارك، ويحتاج المسلمون إلى تفسير بعض الآيات القرآنية التى يتوقف عندها ويحتاج إلى تأملها وتفسيرها بشكل صحيح ، نقدم للقارئ مجموعة من كتب التفسير التى تساعده على فهم تفسير وتأويل الآيات القرآنية وهم :
تفسير الطبرى
يسمى بكتاب "جامع البيان فى تفسير وتأويل القرآن" ويسمى جامع البيان فى تأويل القرآن، وطبع باسم تفسير الطبرى للإمام الكبير والمحدث الشهير أبى جعفر محمد بن جرير الطبرى المتوفى سنة 310 هـ. وهو أجل التفاسير وأشهرها، ويعتبر الطبرى أبا المفسرين كما يعتبر أبا للتاريخ الإسلامى ، وتفسيره من أقوم التفاسير وأعظمها، وهو المرجع الأول عند المفسرين، قال: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين فأعاننى.
ويمتاز تفسير الطبرى تعالى عن غيره من التفاسير العناية بالتفسير المأثور،تتجلى عنايته بالمأثور بوضوح، فإذا أراد أن يفسر الآية من القرآن يستشهد بما يرويه عن النبى وعن الصحابة والتابعين ولو كان فى الآية أكثر من آية، إبداء رأيه فى تفسير الآية بصراحة واستقلال، لا يتقيَد إلا بالدليل من كتاب والسنَة أو لغة العرب، وانصرافه عما لا فائدة فيه.
تفسير الفخر الرازى
اشتهر هذا التفسير بين الناس بهذا الاسم، وباسم" التفسير الكبير ومفاتيح الغيب".
ومؤلفه هو العلامة المفسر شيخ المتكلمين، فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن التميمى البكرى الطبرستان الرازى الشافعى ،ولد سنة 544 وتوفى سنة 606.
وتفسيره فى اثنين وثلاثين جزءا، طبع وانتشر بين أهل العلم وطلابه.
وتضاربت الأقوال فى كون التفسير كله من تأليف الفخر الرازي، أو لم يتمه، وأكمله تلميذه العلامة شمس الدين أحمد بن خليل الخويي"ت 637"، وتكملة أخرى للعلامة نجم الدين أحمد بن محمد القمولي"ت 727"، وإن كذلك، فالتفسير المتداول الكامل مشتمل على الأصل والتكملة، فهل يعرف أحدهما من الآخر،على القول الأول بأن التفسير كله للفخر.
تفسير ابن كثير
واشتهر بين الناس، باسم" تفسير القرآن العظيم"، ومؤلفه هو الإمام العلامة المحدث المؤرخ المفسر الكبير الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشى البصروى الدمشقي، ولد سنة 701 وتوفى 774". ، وتفسيره من أجل التفاسير، يقرب تفسير الطبري، وربما يفوقه فى بعض الأمور.
وجمع فيه بين التفسير والتأويل والرواية والدراية، مع العناية التامة بذكر الأسانيد، وبيان صحيحها من ضعيفها، ونقد الرجال والجرح والتعديل، واستيفاء الآيات فى الموضع الأول، وتفسير القرآن بالقرآن، مع حسن البيان وعدم التعقيد وعدم التشعيب فى المسائل، والاستطراد الكثير، مع التنبيه على الإسرائيليات والموضوعات فى التفسير، وقد تعقب ابن جرير الطبرى مع إمامته وتقدمه فى بعض الإسرائيليات التى ذكرها فى تفسيره.
تفسير القرطبي
تفسير القرطبى هو كتاب جمع تفسير القرآن كاملاً واسمه (الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمن من السنة وأحكام الفرقان)، لمؤلفه الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصارى القرطبى المتوفى سنة 671 ه.
وهو تفسير جامع لآيات القرآن جميعًا ولكنه يركز بصورة شاملة على آيات الأحكام فى القرآن الكريم، الكتاب من أفضل كُتب التفسير التى عُنيت بالأحكام. وهو فريد فى باب،كما أنه من أجمع ما صنف فى هذا الفن. وصف بأنه من أجلّ التفاسير وأعظمها نفعاً، أسقط منه مؤلفه التواريخ والقصص، وأثبت عوضها أحكام القرآن، واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والناسخ والمنسوخ.
تفسير المنار
وجامعه هو العلامة الإمام العالم الملقب بحجة الإسلام محمد رشيد بن على رضا محمد شمس الدين بن منلا على خليفة القلموني، البغدادى الأصل، الحسينى النسب، وولد بقلمون من أعمال طرابلس الشام سنة 1282 ونشأ بها، وفيها تلقى العلم عن شيوخها وعلمائها، ورحل إلى مصر وهو عالم مفكر وكاتب متبصر، فصحب الأستاذ الإمام محمد عبده صحبة العالم الصغير للعالم الكبير.
وتفسيره المسمى بتفسير القرآن الحكيم" والمشهور" بتفسير المنار" طبع فى اثنى عشر مجلدا، ابتدأ بأول القرآن وانتهى عند قوله تعالى فى الآية 101 من سورة يوسف "رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين ثم عالجته المنية قبل أن يتم تفسير القرآن كله.
وتفسيره يعتبر طريقة مبتكرة من طرق التفسير، يقول:" فكانت الحاجة شديدة إلى تفسير تتوجه العناية الأولى فيه إلى هداية القرآن على الوجه الذى يتفق مع الآيات الكريمة المنزلة فى وصفه، وما أنزل لأجله من الإنذار والتبشير والهداية والإصلاح.
محمد متولى الشعراوي
يعد الشيخ الشعراوى من أشهر مفسرى معانى القرآن الكريم فى العصر الحديث، حيث عمل على تفسير القرآن بطريقة مبسطة وعامية مما جعله يستطع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين فى جميع أنحاء العالم العربى، حتى أن البعض لقبه بإمام الدعاة، و"خواطر الشعراوى" حول آيات القرآن الكريم تأتى فى عشرين مجلداً، مكتوبة بأسلوب الشيخ.