قبل روايته الشهيرة الخيميائى أخرج باولو كويلو الذى ولد فى مثل هذا اليوم عام 1947 إلى النور رواية بعنوان حاج كومبوستيلا لكنها لم تحظ بالنجاح، وقبلها أنتج رواية بعنوان أرشيف الجحيم وهى الرواية التي لم تحقق مبيعات فضلا عن أنها لم تترك بالإضافة إلى ذلك انطباعا لدى الجمهور.
لكن كيف حقق مبيعاته الهائلة فى الخيميائى؟ الأمر بدأ من رحلة الحج التي قام بها في أسبانيا وتحديدا فى كومبوستيلا وهي رحلة حج اكتشف كويلو أن الأسبان والأوربيين يقومون بها، وقد اندفع كويلو نحو القيام بهذه الرحلة لحبه الشديد لهذه النوعية من المغامرات ولرغبته فى اكتشاف الأمور الروحية ومتابعة تأثيراتها فى العالم وفقا لما يقوله الناس وما يجربه بنفسه.
الرحلة التي قام بها كويلو وكتب عنها حاج كومبوستيلا كانت تعبيرا عما يسعى إلى القيام به، وهو كتابة رواية ذات طاقة روحانية هائلة تشع فى العالم فتجلب له المجد، هذا ما فكر فيه.
بعد كتابة رواية حاج كومبوستيلا بعام كتب روايته الأشهر والأعظم الخيميائى التي لم يكن الناشر متفائلا بها فقرر طباعة 900 نسخة منها فقط ودون إعادة طباعة فلم يكن كويلو يملك أي سجل للنجاح، غير أن كويلو الذى كان قد كتب بالفعل روايته التالية "بريدا" بحث عن ناشر آخر لإيمانه بالرواية، وبدأت أسطورة الخيميائى تتحقق فقد باعت الرواية بعدها ملايين النسخ وترجمت إلى 80 لغة حتى أنها دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية لأنها حظيت بأكبر عدد من الترجمات بشكل غير مسبوق.
لكن ماذا حملت فى طياتها الخيميائى التي ينطقها البعض السيميائى لتفوز بكل هذا المجد؟ ليس من شيء يمكن قوله فى هذا السياق فيما عدا أنها رواية تحمل فى طياتها طاقة إيجابية وهو رهان باولو كويلو الأول الذى أدرك ما يريده الناس، فصارت روايته من أكثر الكتب إلهاما فى العالم.
وتكمن قوة الإلهام بالرواية فى البطل الذى يتحدى الصعاب لكونه مؤمنا بقدراته ولرغبته الشديدة فى الوصول، وهو ما يتجلى فى أحد مقاطع الرواية حينما يتحول إلى هواء للمرور من أمام أعدائه، قبل أن يعثر على كنزه تحت قدميه.
وتظل العبارة الأشهر من أكثر ما سوق للرواية:"إذا أردت شيئا بقوة فإن العالم كله سوف يتآمر لتحصل على هذا الشىء"، حيث يحفظ الكثير من أبناء الأجيال الجديدة هذه العبارة وإن لم يقرأوا الرواية.