ترجم الأديب الكبير الراحل يحيى حقى الذى ولد عام 1905 رواية العفريت للكاتب الإنجليزى بول ليترون عام 1922 أى أنه كان في السابعة عشرة من عمره ولم يلتحق بعد بكلية الحقوق، فقد أتم ترجمتها وهو بعد في مرحلة الدراسة الثانوية، غير أنه لم ينشرها لسبب غير معروف.
ويقول حقى فى مقدمته لهذه الرواية: «ألف هذه الرواية الكاتب الإنجليزى بولر ليتون، وطبعت لأول مرة عام 1859، ولا يزال كتَّاب يعتبرونها أعظم قصة كتبت عن العفاريت، لأن مؤلفها لم يكتبها تخيلاً، بل نتيجة أبحاث كثيرة قام هو بها".
ويكشف المؤرخ السينمائي محمود علي هذه الحقيقة في كتابه «يحيى حقي.. الأعمال المجهولة والمنسية"، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2013 كما يكشف مجموعة من الحقائق عن الروائى والقاص الراحل لكن أبرزها أعماله المنسية أو تلك التي لم تنشر، فموضوع الكتاب يلقى الضوء بالأساس على أعمال حقى التى لم ترى النور وهي كثيرة ما بين قصص ومقالات وترجمات.
وهناك حقيقة أخرى مثيرة عن الكاتب الكبير الراحل هى فى بداية شبابه لم يكن يوقع أعماله باسمه بل كان يوقع بأسماء مستعارة لما قال عنه إنه يمنحه المزيد من الحرية فقد يوقع ساعات باسم باسم زينب أو قصير أو عبد الرحمن بن حسن، أو عابر سبيل أو "شاكر فضله"، وهي كلها أسماء على اختلافها تبرز حس الدعابة لدى حقى.
ويعتبر يحيي حقى من كبار الأدباء المصريين فى القرن العشرين، وقد كتب القصة والرواية كما تحولت أعماله إلى الدراما التليفزيونية والسينمائية على حد سواء ومن أبرز أعماله: البوسطجى وقنديل أم هاشم وكناسة الدكان وصح النوم وسارق الكحل وأنشودة البساطة ودمعة فابتسامة وفى محراب الفن ومن فيض الكريم، وغيرها من الأعمال التي تمثل علامة فارقة في تاريخ الأدب.