تمر اليوم الذكرى الـ 773على خروج حملة فرنسية بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا باتجاه الشرق، وهي الحملة التي عرفت بالحملة الصليبية السابعة والتي كان هدفها استعادة بيت المقدس من المسلمين، وذلك فى 25 أغسطس عام 1248.
قام بعدها بقيادة الحملة الصليبية السابعة عام 1248، حتى يأخذ بيت المقدس من أيدي سلاطين مصر، كانت وجهته الأولى دمياط في مصر واحتلها عام 1249، إلا أنه هزم ثم أسر في أولى مواجهاته في المنصورة عام 1250.
ولكن بعيدا عن الحملات الصليبية، وسيرة الملك لويس التاسع فى الحروب الشرق، نجد فى حياة بها فصول أخرى لا يعرفها الكثيرون فالكنيسة الكاثوليكية، مثلا، تعرفه بصفته "قديسا".
والعلاقة بين الكنيسة ولويس التاسع بدأت مبكرة جدا، فبعد موت الملك لويس الثامن، تولى "لويس" الابن الملك، وقد كان فى الثانية عشرة من عمره، وتآمرعليه ملك إنجلترا هنرى الثالث، لكن والدة لويس استعانت بالفاتيكان، والذى لم يخذل الملك الصغير، الذى ظل محتفظا بالجميل للكنيسة.
ومن جانب آخر كانت نشأة لويس دينية بفضل والدته التى حرصت على ذلك، ودائما ما يتحدث عنه المؤرخون بأنه كان "زاهدًا" مغرما بالتبشير وبنشر المسيحية فى العالم، عهد بنشر الإنجيل فى مملكته، تزوج ورزق أحد عشر ابنًا رباهم تربية مسيحية فاضلة، وكان فى حياته مثالًا للمؤمن العلمانى الملتزم بمبادئ الإنجيل، ولذلك يعد لويس التاسع من ملوك فرنسا العظام، ااشتهر لويس التاسع ملك فرنسا بحبه لمريم العذراء وتكريمه لها.
كما كان يطلب حمايتها كلما اضطربت حبال السكينة فى بلاده، واقتداء بابنها الألهى وحبًا بتكريمها اعتاد أن يحشد كل يوم سبت، وهو اليوم المخصص لاكرام البتول مريم، جمهورًا من الفقراء والبائسين فى قصره، حيث كان يقيم لهم مأدبة عامرة يقف فيها خادما، خدمة اولته تعزية وسرورًا ".
ومما يذكر أن لويس التاسع نظم حملة صليبية ثامنة لكنها توجهت هذه المرة إلى تونس، على أساس أن يتحرك منها ناحية مصر، وبعد عودة لويس التاسع إلى فرنسا، انشغل في إصلاحاته الداخلية، وفي أواخر أيامه أخذ يفكر في القيام بحملة صليبية جديدة، وكانت وجهته شمالي إفريقيا هذه المرة، وما إن أرسى أسطوله على شواطئ تونس، في وقت من أسوأ فصول السنة - وكان لويس قد بلغ سنا لا تمكنه من ركوب المخاطر، لكنه مرض هناك ومات فى عام 1270 ميلادية.
تنيح جلالة الملك العظيم لويس التاسع في تونس في عام 1270 وخلفه في الحكم ابنه الملك فيليب الثالث ويُقال أن الملك لويس توفى بسبب إصابته بمرض الطاعون الذي كان منتشرا في هذا الوقت، قام قداسة البابا يونيفاس الثامن بإعلان قداسة هذا الملك المبجل لويس في عام 1297 فهو الملك الوحيد في تاريخ فرنسا الذي يأخذ لقب " قديس"، وهو شفيع الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة العلمانية".