يعرف مصطلح "إدارة التغيير" كمصطلح يستعمل فى مجالين هما إدارة التغيير فى العمل أو إدارة التغيير فى المشاريع، فى الأول يمثل نهج يتبع لتحويل أو انتقال الفرد، فريق عمل، أو منظمة من حالة راهنة إلى حالة مستقبلية منشودة، أما فى بعض مجال إدارة المشاريع، فترمز إدارة التغيير إلى عملية معالجة التغييرات التى قد تحدث خلال عملية المشروع وكيفية موافقة الأطراف المعنية على هذه التغييرات.
ومن الكتب التى تحدثت عن "إدارة التغيير" كان كتاب يحمل نفس الاسم للدكتور ربحى مصطفى غليان، الصادر عن دار صفاء للنشر والتوزيع، ويرى الكتاب أن التغییر فى المنظمات يعتبر عملیة طبیعیة يتطلبھا نمو المنظمة وانتقالھا من مرحلة إلى أخرى فى دورة حیاتھا، كأن تتحول المنظمة من مستجیب للأحداث بعد وقوعھا إلى مبادر يعتمد فى استجابته على التخطیط الواعى والاستعداد المسبق، ولا يمكن للتغییر أن يتم إلا إذا توفرت النیة عند الإدارة العلیا للتغییر مما يجعل المنظمة أكثر استجابة للتغیرات أو الضغوط التى تنشأ فى البیئة الخارجیة.
ويذهب المؤلف إلى أنه لم يكن التغییر فى يوم من الأيام مطلبا بحد ذاته، بل يأتى فى الغالب استجابة لضغوط البیئة الخارجیة التى تستوجب تبنى إستراتیجیة تغییر مناسبة لمواجھتھا مثل الشح فى مصادر التمويل، أو التوجه نحو سوق جديد أو عملاء جدد داخلیا أو خارجیا، أو الحاجة الملحة لزيادة الإنتاجیة من السلع والخدمات وحل ما يعیقھا من المشاكل، أو المحافظة على روح الخلق والإبداع فى المنظمة وغیرھا".
تعد إدارة التغيير من المداخل الإدارية المعاصرة والتى شاع استخدامها فى السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ويعد المفهوم متنوعاً ومتشعباً، بسبب تعدد الباحثين والدارسين والممارسين له فى علم الإدارة، إضافة إلى اختلاف طبيعة ونوعية ومجالات التغيير، والتباين فى المنهج المستخدم والأساليب والاستراتيجيات.
والتغییر لیس عملیة سھلة، بل يتطلب تخطیطا واعیا وجھودا مكثفة لإدارة التغییر من جھة، ومواجھة المقاومة التى يبديھا الأفراد ومعالجة الآثار الجانبیة المترتبة على ذلك مثل تدنى الثقة والروح المعنوية من جھة أخرى. ويأتى التغییر بمعنى التجديد الذى يتضمن عملیة تغییر راديكالى يتطلب تصمیم الإدارة العلیا على مواجھة التغییرات البیئیة ومساندة الجھود فى ذلك معنويا وإداريا وفنی.