تمر اليوم الذكرى الـ125، على اندلاع الحرب الإنجليزية الزنجبارية، هي حرب قامت بين المملكة المتحدة وزنجبار فى 27 أغسطس من عام 1896م. استمرت المعركة 40 دقيقة لتكون بذلك أقصر حرب مسجلة في التاريخ.
وكانت زنجبار تحت حكم العمانيين، الذين حكموها بعد استردها من البرتغاليين وطردوهم منها عام 1698 م، فأنشؤوا فيها الحاميات وفي جزيرة بمبا وجزيرة كيلوا في عام 1832 أو عام 1840 حسب مصادر أخرى، ونقل السلطان سعيد بن سلطان عاصمة حكمه من مسقط إلى مجي مكونجوي أو المدينة القديمة لمدينة زنجبار أو ماتسمى اليوم ستون تاون أو المدينة الحجرية. وأنشأ سلالة حاكمة من ذريته.
وبعد وفاة السلطان سعيد تنازع ولديه ثويني بن سعيد وماجد بن سعيد على وراثة الحكم. مما حدا بتقسيم عمان وزنجبار إلى سلطنتين، فصار ماجد سلطان زنجبار، بينما حكم ثويني سلطنة عمان. فقوى ماجد سلطته خلال تجارة الرقيق بشرق أفريقيا، أما خليفته برغش بن سعيد فقد ساعد على إلغاء تجارة الرق في زنجبار، وطور البنية التحتية للبلد. وكذلك ساهم خليفته على إلغاء تلك التجارة بالجزيرة.
وبحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" في نسخته العربية، أنه عندما أصبحت زنجبار محمية بريطانية، حددت بريطانيا هدفين رئيسيين للسياسة وهما الأول: إلغاء العبودية، والثاني: استعادة الاقتصاد التجاري للجزيرة لعافيته، وقد أثارت السياسة الاقتصادية للقنصل العام غيرالد بورتال غضب التجار الزنجباريين، وقاوم السلطان علي بن سعيد توجيهات بريطانيا حتى وفاته عام 1893، وعندما حان الوقت لاختيار خليفته أرادت بريطانيا أن يكون السلطان القادم أكثر خضوعا لسلطاتها وتوجيهاتها.
ومن بين العديد من المطالبين بالعرش دعم البريطانيون حمد بن ثورين. إلا أن الأمير خالد بن برغش تحدى ذلك واحتل قصر السلطنة.
وبرر خالد بن برغيش مطالبته بالعرش باعتبار أنه الابن الوحيد للراحل برغش وأنه تم تجاهله بعد وفاة والده، على الرغم من أن قوانين وراثة العرش هناك لم تجعل لقب السلطان وراثيا.
وقد تمكنت السلطات البريطانية من إقناع خالد بالتنحي، مما جعل حمد بن ثورين السلطان بلا منازع.
وعلى الرغم من رضوخ السلطان حمد في البداية، إلا أنه بحلول عام 1896 كان قد زاد امتعاضه من البريطانيين، وذهب إلى حد إنشاء قوة عسكرية قوامها ألف رجل موالية له فقط.
وتوفي حمد بن ثورين في 25 أغسطس من ذلك العام، مما أثار صراعا آخر على العرش. وأراد الدبلوماسي البريطاني رفيع المستوى آرثر هاردينغ أن يتولى حمود بن محمد العرش معتقدا أنه سيكون سلطانا مرنا ولن يعارض التوجه البريطاني الساعي لإلغاء العبودية.
ونقل هارينغ وجهة نظره لنائبه باسل كيف، لكن خالدا الذي تم تجاوزه بعد وفاة كل من برغش وعلي لم يكن مستعدا للتعرض للاستهانة بمكانته للمرة الثالثة، فأعلن نفسه سلطانا على زنجبار واستولى على القصر.
وعلى عكس محاولته الأولى للاستيلاء على العرش، أحاط خالد هذه المرة القصر بحوالي 3 آلاف من جنود السلطان وأنصاره، وكانوا مدعومين ببطارية مدفعية صغيرة واليخت الملكي المسلح غلاسغو، الذي كان ينتظر في المرفأ القريب.