صدر حديثًا كتاب جديد تحت عنوان "السلام" تأليف: أوليفر بي ريتشموند، وترجمة محمد فتحي خضر.
يوضح هذا الكتاب أن قصة السلام تضاهِي قصةَ البشرية نفسها قدماً. على مر التاريخ، قصد بالسلام غالباً غياب العنف أو الحرب الصريحة بين الدول أو داخلها، لكن في العصر الحديث كثيراً ما يستخدم مفهوم السلام بالترادُف مع مفاهيم مثل: "صنع السلام"، و"بناء السلام"، و"حل النزاعات"، و"بناء الدولة".
وفي هذه المقدمة الموجزة، يستكشِف أوليفر بي ريتشموند تطوُّرَ مفهوم السلام من الناحية النظرية وتطبيقه على أرض الواقع، ويستكشِف أيضاً افتراضاتِنا الحديثة حول السلام والتفسيرات المتعددة لتطبيقاته.
كثيرا ما ينظر إلى الحرب باعتبارها الحالة الطبيعية للبشرية، وإلى السلام من أي نوعٍ باعتباره هشا وعابرا، ولكن يتحدى الكتاب هذه النظرة؛ فالسلام، في مختلف صوره، كان الخبرة البشرية الأكثر شيوعاً من سواها بفارق كبير، وهو ما تشير إليه السجلاتُ الأثرية والإثنوجرافية والتاريخية. لقد اتسم جل التاريخ بالسلام والنظام نسبياً، وما برحت الأُطر المعنية بالأمن، والقانون، وتوزيع الموارد، والعدالة، في حالةٍ من التقدّم المطرد الراسخ.
ومن الممكن إرساء السلام على المستوى المحلي داخل الدولة، أو على المستوى الدولي عن طريق المنظمات والمؤسسات العالمية، أو بين دولٍ بعينها، وذلك عن طريق ممثِّلين تغطي ولايتُهم كلَّ هذه المستويات. ومن الممكن أن يكون السلام عاماً أو خاصاً.
ويوضح الكتاب الأشكال المختلفة للسلام وهي: سلام المنتصر، والسلام الدستوري، والسلام المؤسسي، والسلام المدني، علاوة على النهج الهجين للسلام، وذلك من خلال استعراض أمثلةٍ من دول ومناطق مختلفة مثل: البوسنة والهرسك، وكوسوفو، وقبرص، والصومال، وكمبوديا، وفلسطين، والعراق، وأفغانستان، وأنغولا، وجزر سليمان، وتيمور الشرقية، وموزمبيق، وناميبيا، وغواتيمالا، وجنوب السودان.
أوليفر بي ريتشموند؛ أستاذ العلوم السياسية وزميل الجمعية الملكية للفنون، وأستاذ العلاقات الدولية بكلية الدراسات العالمية بجامعة كيونغ هي في كوريا، وأستاذ زائر بمركز دراسات السلام بجامعة ترومسو بالنرويج. أما المترجم محمد فتحي خضر فقد ترجَمَ وراجَعَ عشرات الكتب والمقالات من الإنجليزية إلى العربية في مجالات متعدّدة، أبرزها الثقافة العلمية والتاريخ والاقتصاد والسياسة، وذلك بالتعاوُن مع كُبرى المؤسسات ودور النشر العربية.