نلقى الضوء على كتاب "عقيدة الصدمة.. صعود رأسمالية الكوارث" تأليف نعومى كلاين، والكتاب يتحدّث عن أفكار ميلتون فريدمان عرّاب الرأسمالية الحديثة رأسمالية الكوارث، الذى تتلمذ لديه رؤساء جمهوريات أميركيون ورؤساء وزارة بريطانيون وأقليات حاكمة فى روسيا ووزراء مال بولنديون وطغاة من دول العالم الثالث، والذى خرّج فى مدرسته أبرز مفكّرى المحافظين الجدد والليبراليين الجدد ممن لا يزال لهم تأثير قوى وفاعل فى سياسة الولايات المتحدة.
ويحلّل الكتاب كيف بنى فريدمان أفكاره الاقتصادية والسياسية على وقوع الكوارث الطبيعية والاجتياحات وكيف يدّخر هو وفريق عمله الأفكار بانتظار حلول الكارثة تحت شعار الخصخصة أو الموت، ويذكر كيف جعل من تشيلى أولى حقول تجاربه يوم عمل مستشاراً للديكتاتور أوجستو بينوشى مشيراً عليه باستغلال صدمة الانقلاب أواسط السبعينيات، ولم تسلم من أفكاره سريلانكا وبريطانيا ويوغوسلافيا. وامتدت أساليبه إلى الصين عقب الصدمة الناتجة عن مذبحة ساحة "تيانامين" واعتقال الآلاف هناك؛ وبلغت طروحاته دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وعلى أثر التسونامى الذى ضرب جنوب شرق آسيا مخلّفاً مئات الآلاف من الضحايا كان نهج فريدمان الاقتصادى يدير المناقصات على الشواطئ لتحويلها منتجعاتٍ سياحية، وعقب أحداث 11 سبتمبر عمدت رأسمالية الكوارث ممثّلةً بحكومة بوش الى تسليم زمام الحرب على الإرهاب لشركات بعينها.
كما جُهّز للعراق عقب غزوه حملة خصخصة شاملة وطرح اعتماد السوق الحرة فيه، وحتى إعصار كارولينا لم ينجُ من أفكار فريدمان يوم أطلق مقولته الشهيرة: باتت معظم مدارس "نيو أورلينز" حطاماً ومنازل الأطفال التى يقصدونها. هذه مأساة لكنها فرصة تتيح لنا إصلاحات جذرية فى نظام التعليم.