بعد شهور طويلة فى المحاكم، وحكم قضائى بإخلاء المقر التاريخى لنادى القصة بجاردن سيتى، أعلن مسئولو نادى القصة توقيع عقد إيجار جديد للنادى فى شارع فيصل "التعاون" بعد خروجهم من المقر القديم، الذى استمر فيه النادى الأشهر الماضية، بعقد إيجار محدد.
وأسدل القضاء الستار فى يونيو الماضى، على واحدة من أكبر الأزمات التى هزت الأوساط الثقافية فى الشهور الأخيرة، بعدما تم الحكم نهائيا بأحقية ورثة فؤاد سراج الدين باشا فى مقر نادى القصة بمنطقة جاردن سيتى، ومن ثم ترك نادى القصة لمقره التاريخى للحكم الصادر منذ نحو شهرين.
وكانت قد قضت محكمة الاستئناف بتأييد حكم المحكمة الابتدائية بطرد نادى القصة من مقره بقصر العيني، وذلك باعتباره جهة اعتبارية مؤجرة، وبالتالى يجب إعادته إلى المالك وهم ورثة فؤاد سراج الدين.
وكتب الكاتب محمد القصبى، عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة المسابقات بنادى القصة، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "لحظة نادرة.. تلك التى اجتاحتنى مساء أمس وأنا أوقع على عقد إيجار المقر الجديد لنادى القصة فى شارع فيصل (التعاون) بعد أن انتزع منا مقره التاريخى فى جاردن سيتي.
وتابعك: "لحظة تطاحنت فيها مشاعر الألم مع فقدان المقر التاريخى للنادى العريق فى جاردن سيتي..وهو المقر الذى وقع عقد إيجاره العظيم يوسف السباعى فى يوليو 1960 مع المالك فؤاد باشا سراج الدين.. لينتزعه أحفاده بحكم قضائى فى 11 يناير الماضي.
واستطرد "القصبى" مشاعر الألم تلك التى ظلت تطفح خلال الشهور الماضية بطوفان من الهلع من أن يلقى أثاث النادى العريق فى الشارع.. مساء أمس ارتطمت بشعور آخر مغاير.. الارتياح.. أننا أخيرًا عثرنا على بديل يحتضن النادى العريق".
وأضاف: "وما كانت دواخلى وحدها نهب مشاعر التطاحن تلك.. بل كان هذا أيضًا حال نائب رئيس مجلس إدارة النادى الأديب حسن الجوخ وأمين الصندوق الأديب سيد نجم.. والمدير الإدارى للنادى جاد حسين..ورغم ظروفه المرضية الصعبة حرص رئيس النادى الأديب نبيل عبد الحميد على متابعة اجراءات تحرير عقد الايجار.. وأرسل ابنه احمد لمساعدتنا فى مواجهة مايطرأ من مشاكل ".
وتساءل عضو مجلس إدارة نادى القصة: "هل التوقيع على عقد ايجار المقر الجديد لنادى القصة كفيل بأن يجعلنا نهجع أخيرًا فى واحة الاطمئنان؟ يقينا لا".
وأوضح: النادى مثل دار الآدباء.. مثل كل منتدياتنا الثقافية العريقة يعانى من أنيميا حادة فى الموارد.. وسيظل توفير إيجار المقر ونفقات أنشطته ومسابقاته هاجسا يشطرنا عن حلم الشعور بالاطمئنان.. لكن ثمة بصيص أمل.. تبرعات المثقفين الكبار "محمد سلماوي، محمد الباز، كمال رحيم، وغيرهم" تلك التى كانت خلال السنوات الماضية، وستظل أن شاء الله أوكسجين الحياة للنادي، حتى ولو فى غرفة الإنعاش".