لم تكن نازك الملائكة وحدها السباقة إلى كتابة الشعر الحر فهناك بدر شاكر السياب الذى بدأ معها المسيرة في نفس الوقت تقريبا مع بعض المحاولات الأخرى في مصر والشام، وقد بدأ بعدها بفترة بسيطة عبد الوهاب البياتى يكتب الشعور الحر كذلك غير أنه يحسب لها الريادة دائما لكونها أول شاعرة عربية تكسر المألوف وتتخطى حاجز العروض.
وأصدرت نازك الملائكة ديوانها الأول عاشقة الليل عام 1947 وكانت في الرابعة والعشرين إذ ولدت عام 1923، وقد بدأت مع المطولات الشعرية مثل قصيدة "مأساة الحياة" المكتوبة وفقا للنظم العمودى، وقد كتبت فى مقدمة ديوانها الأول عاشقة الليل أنها نظمت هذه القصيدة عام 1945 وامتدت إلى عام 1946.
ومن أشهر قصائدها قصيدة عن الكوليرا وهو الوباء الذى كان يحصد الناس حصدا وفيها تقول:
سكن الليل
اصغ إلى وقع صدى الأنات
في عمق الظلمة ، تحت الصمت ، على الأموات
صرخات تعلو ، تضطرب
حزن يتدفق ، يلتهب
يتعثر فيه صدى الآهات
ولدت نازك الملائكة في بغداد لأسرة مثقفة ،حيث كانت والدتها سلمى الملائكة تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" ولها أثر كبير في تنمية موهبتها وكانت تحفظها الأوزان الشعرية التي حددها علم العروض، أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة "دائرة معارف الناس" في عشرين مجلداً.
وقد اختار والدها اسم نازك تيمناً بالثائرة السورية نازك العابد، التي قادت الثوار السوريين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه الشاعرة.
درست نازك الملائكة اللغة العربية وتخرجت عام 1944م، ثم انتقلت إلى دراسة الموسيقى ثم درست اللغات اللاتينية والإنجليزية والفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقلت للتدريس في جامعة بغداد ثم جامعة البصرة ثم جامعة الكويت.
وانتقلت للعيش في بيروت لمدة عام واحد ثم سافرت عام 1990 على خلفية حرب الخليج الأولى إلى القاهرة حيث توفيت، وحصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996، كما أقامت دار الأوبرا المصرية عام 1999 احتفالاً لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره بسبب وتوفيت في صيف عام 2007...