صدر ديوان ملائكة وشياطين باكورة أعمال الشاعر الكبير الراحل عبدالوهاب البياتي عام 1950 وكان البياتى وقتها في الرابعة والعشرين من عمره، واحتوى ديوانه الأول "ملائكة وشياطين" على 42 قصيدة معظمها رومانسية والقصائد كلها بطريقة عمودية، وقد عبر عن موضوعات كلاسيكية مثل الوحشة والحب ووصف فيها الفصول والطبيعة.
وقد ذكر البياتي في حوارات متفرقة مع مطبوعات عدة ومجلات منها مجلة العربى الكوييتة أن الديوان مختلف عما تلاه كما شأن الديوان الأول الذى يعد صرخة الشاعر الأولى في جه الحياة وهي الصرخة التي تعبر عن ميلاده كشاعر في المقام الأول غير أنه لم يفعل مثلما فعل محمود درويش فلم ينبذ ديوانه الأول ملائكه وشياطين ولم يتبرأ منه بل اعتبره باكورة أعمال ينتظر منها أن تكون أقرب إلى الكلاسيكية والرومانسية.
وقد غاب الهم السياسى كلية وهو الحاضر بقوة في الدواوين التالية عن ديوان ملائكة وشياطين، ومن قصائد هذا الديوان الدانوب الأزرق وقصيدة بغداد التي يقول فيها:
الليل في عينيك مستيقظ
وأنت في مهد الهوى غافية
زوارق الأحلام في سجوه
سكرى ترود الضفة الساجيه
و الحور والصفصاف لم يهجعا
و البلبل الليلي في شدوه أيقظ حتى الدوحة الذاويه
على سناه القمر تستحم الرؤى
بغداد في حبك أهل الهوى / ماتوا ؟ و أنت الطفلة الباقية
وعبد الوهّاب البياتي شاعر عراقي ولد عام 1926 ويُعد واحدًا من أربعة في العراق أسهموا في تأسيس مدرسة الشعر العربي الحديث التي تعتمد على تحرير القصيدة من الأوزان العروضية وهم: نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وشاذل طاقة.
عمل البياتي في التعليم والصحافة، وتنقل بين بغداد مسقط رأسه، والكويت والبحرين، وسوريا، بيروت، القاهرة، إسبانيا، الأردن وأمريكا، ثم عاد للأردن ومنها إلى سوريا إلى أن توفي عام 1999..