حين كتب الشاعر العراقى المجدد الراحل بدر شاكر السياب قصائده الأولى لم ينشرها مباشرة لكن في مرحلة لاحقة أعيد نشرها في ديوان أزهار ذابلة الذى ضم قصائد كتبها الشاعر في عام 1941 أى منذ كان في الخامسة عشرة من عمرها، وقد نشر المجلس الأعلى للثقافة ديوان أزهار ذابلة بعد تنقيحه بتقديم للشاعر حسن توفيق في دراسة كتبها بمقدمة الديوان.
ويضم ديوان أزهار ذابلة مجموعة من القصائد التي يغلب عليها الطابع الرومانسى كما هو شأن القصائد الأولى في لأغلب الأعم، كما تصور القصائد التحولات الفكرية لبدر شاكر السياب نحو الشيوعية.
ومن المعروف عن السيّاب قيامه بالمحاولات الأولى الجادّة للتخلص من رتابة القافية في الشعر العربي، فقد تأثر السيّاب بالشعر الإنجليزي وشاركه بذلك البياتي و نازك الملائكة، وأرادوا نقل تلك الحرية التي شاهدوها في الشعر الأجنبي إلى الشعر العربي، وفي الواقع كانت هناك محاولات قبل هؤلاء الثلاثة للتغيير ولكنها كانت مجرد استطراف، وأما هؤلاء الثلاثة فقد كانت محاولاتهم جادّة وتتخذ من هذا التغيير مذهباً تدافع عنه، ويقول الدكتور إحسان عباس في كتابه اتجاهات الشعر العبى المعاصر: " وإنما الذي يميّز هذه الحركة عن كل ما سبقها أن اعتمادها للشكل الشعري الجديد أصبح مذهباً لا استطرافاً، وأن إيمانها بقيمة هذا التحول كان شمولياً لا محدوداً، وأن أفرادها في حماستهم لهذا الكشف الجديد رأوا وما زالوا يرون - عدا استثناءات قليلة - أن هذا الشكل يصلح دون ما عداه وعاء لجمع التجربة الإنسانية إذا أريد التعبير عنها بالشعر".
ومن قصائد السياب الأولى
لا تزيديه لوعة فهو يلقاك .... لينسى لديك بعض اكتئابه
قربي مقلتيك من قلبي الذاوي .... تري في الشحوب سر انتحابه
وانظري في غضونه صرخة اليأس .... وأشباح غابر من شبابه
لهفة تسرق الخطى بين جفنيه .... وحلم يموت في أهدابه
يذكر أن بدر شاكر السياب ولد في قرية جيكور في البصرة في جنوب العراق في 25 ديسمبر 1926 وتوفى عام 1964.