من مصر القديمة إلى الإمبراطورية الفارسية، كانت هناك طرق بارعة للتهوية تبقى الناس هادئين لتقليل إحساسهم بالحرارة منذ آلاف السنين، أثناء رحلة البحث عن تبريد خالٍ من الانبعاثات، وهناك كان يأتى دور "مصائد الرياح" أو الأبراج الهوائية التي كانت تلعب دورا يشبه دور المروحة والتكييف في العصور الحديثة.
ويعود تاريخ استخدام الرياح لتبريد المبانى إلى العصور القديمة تقريبًا منذ أن عاش الناس فى بيئات صحراوية حارة، ووفقا لما جاء في موقع بى بى سي جاءت بعض أقدم تقنيات تبريد الهواء من مصر منذ 3300 عام، فوفقًا للباحثين كريس سويلبيرج وجولي ريتش من جامعة ويبر ستيت في يوتا كانت جدران المباني سميكة، وكان هناك قليل من النوافذ المواجهة للشمس وفتحات لسحب الهواء على جانب الرياح وفتحات أخرى لخروجه على الجانب الآخر وهو ما يعرف باللغة العربية باسم عمارة الملقاف، على الرغم من أن البعض يجادل بأن مكان ولادة الملقاف كانت بإيران نفسها.
وأينما تم اختراعها لأول مرة أصبحت طريقة الملقاف لتبريد الهواء منتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمكن العثور على اختلافات في طرق تبريد الهواء بين الحضارات المختلفة غير أنها جميعا تقوم على نفس الفكرة كما تختلف المسميات بين البارجيل قطر والبحرين، والملقاف في مصر، والمنج باكستان، والعديد من الأماكن الأخرى ، كما تشير فاطمة جوميزاده من جامعة التكنولوجيا في ماليزيا وزملاؤها.
وتعتبر الملاقف حلا طبيعيا لمشكلة المناخ الحار، حيث تقوم الفكرة على تبادل للحرارة بين الهواء الحار الرطب والمياه الباردة الجارية في قنوات خاصة تحت أرضية المباني، وهي أبراج متصلة بالمباني تستخدم للتبريد، كانت تستخدم في المساجد والمستشفيات على نطاق واسع، ففي العصر العباسي كانت جميع المستشفيات مزودة بالملاقف الهوائية.