تمر اليوم الذكرى 112 على نهاية الإضراب السويدى العام، والذى بدأ فى 4 أغسطس حتى الرابع من سبتمبر عام 1909، حيث توقف عن العمل أكثر من 300,000 شخص فى جميع أنحاء السويد، وكان هذا النزاع الرئيسى الأول بين اتحاد نقابات العمال السويدية ورابطة أصحاب العمل السويدية، فقد كانت خسائر أصحاب العمل تقدر بنحو 25 مليون كرونة سويدية.
وشهدت أوروبا على مدار تاريخيها العديد من الإضرابات العمالية الكبرى، والتى تسببت فى خسائر اقتصادية ضخمة، وبعضها كان لها بعدا سياسيا كبيرا، ومنها:
الإضراب الأكبر فى تاريخ بريطانيا
فى بريطانيا، كان شهر مايو من عام 1926 شاهداً على أكبر إضراب عام فى تاريخ البلاد، وتعود جذوره إلى نهاية حالة رخاء ما بعد الحرب العالمية الأولى، فمع بدايات العشرينيات، بدأت حالة من الركود والكساد تضرب الاقتصاد البريطاني، وبدأت معدلات البطالة ترتفع من عام إلى آخر، وجاءت أولى الأزمات الكبرى فى قطاع الفحم، الذى كان ما يزال المصدر الأساسى للطاقة، وذلك بعد تجدّد المنافسة مع الفحم الألماني، وهو ما أدّى إلى تخفيض أرباح أصحاب المناجم، وبالتالى بدأ تفكيرهم يتجه نحو تخفيض أجور العاملين لديهم.
أول إضراب عام ضد السلطات النازية
وفى هولندا أيضاً، عام 1941، حصل إضراب شهير يتعلق بأحداث غير اقتصادية، عرف بـ "إضراب فبراير"، وهو إضراب عام نُظم فى هولندا إبان احتلالها من قبل الألمان، عام 1941، خلال الحرب العالمية الثانية، وقام بتنظيمه الحزب الشيوعى الهولندي، رغم كونه محظوراً آنذاك، وذلك احتجاجاً على الاضطهاد الذى تعرّض له اليهود الهولنديون من قبل الحكم النازي.
كان السبب المباشر للإعلان عن الإضراب هو موجة الاعتقالات والاعتداءات الواسعة فى الحى اليهودى بأمستردام من قبل سلطات الاحتلال الألماني.
إضراب تحدى النظام الستاليني
بعد تقسيم ألمانيا وضمّ الشطر الشرقى منها إلى الاتحاد السوفيتي، شرع النظام الستالينى فى تطبيق سياسات اقتصادية صارمة هدفت إلى تحقيق تحول اقتصادى جوهرى فى البلاد نحو النظام الاشتراكي؛ حيث قُضى على القطاع الخاص، وبدأت حملة لتوسيع الصناعة الثقيلة فى البلاد، ونتج عن ذلك مضاعفة عدد ساعات العمل وتدهور فى ظروف العمال، وفى ظلّ ظروف التحوّل العنيف تلك، جاءت بوادر المقاومة مع إعلان عمال البناء فى برلين بدء الإضراب، فى حزيران (يونيو) عام 1953.
الإضراب الكتلة الشرقية
فى أعقاب الأزمات المتفاقمة التى شهدتها بولندا، خلال السبعينيات، وما صاحب ذلك من تدهور فى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تصاعدت حركة الاحتجاجات والإضرابات فى البلاد، وكانت الحكومة تواجه الاحتجاجات الشعبية السلميّة بالقمع، وفى هذا السياق نشأت الحركة الشهيرة التى عرفت باسم "حركة التضامن"، لتؤدى دور الدعم والإسناد للحراك العمالى المتصاعد.
كانت حركة التضامن نقابة عمالية مستقلة عن الحزب الشيوعى الحاكم، تأسست فى (أغسطس) 1980، فى مدينة غدانسك البولندية، لتكون بذلك أول نقابة عمالية غير حكومية فى الكتلة الشرقيّة، وسرعان ما تمكّنت من ضمّ ملايين العمال إلى حراكها، وقد استخدمت الحركة وسائل المقاومة المدنية لتحقيق المكاسب وتحصيل حقوق العمال وتحسين أوضاعهم، وفى ربيع عام 1981، واجهت الحركة المتنامية سريعاً تحديات كبرى، عندما تعرضت للقمع والاعتقالات من قبل السلطات والأجهزة الأمنية.