تمر اليوم ذكرى رحيل طغرل بك، السلطان السلجوقى، إذ رحل فى 4 سبتمبر عام 1063، وهو أبو طالب طُغرُل محمد بن میکائیل بن سلجوق؛ لقبهُ ملك الملوك (385 - 455 هـ / 995 - 1063 م) كان ثالث حكام السلاجقة، قام بتوطيد أركان الدولة السلجوقية وبسط سيطرة السلاجقة على إيران وأجزاء من العراق، اعتلى السلطة فى عام 1016م.
وبحسب موسوعة "قصة الإسلام" علا شأن طغرلبك جدًا سنة 441هـ عندما نقل صراعه إلى بلاد الروم، وانتصر عليهم فى معارك كبيرة وأصبح على مسافة قريبة من القسطنطينية، وارتجت أوروبا الصليبية، وهذه الشهرة والجاه العريض دفع الخليفة العباسى القائم بالله ليكتب له يستقدمه إلى بغداد ليستعين به على إزالة دولة بنى بويه الشيعية التى أضاعت مكانة الخلافة وكرامة الخلفاء، وذلك فى سنة 447هـ، وكان قدومه رحمة بهذه الأمة على الرغم من فساد جيوشه الجرَّارة فى بغداد؛ ذلك لأنَّ قدومه وَافَق خروج رجلٍ يُقال له البساسيرى التركي، يُريد نقض الخلافة السنية وإقامة الخلافة العبيدية الباطنية الشيعية .
كان الفاطميون يحاولون منذ إقامة خلافتهم بمصر الكيد والتربص بـ الخلافة العباسية وإزالتها عن الوجود، وجاءتهم الفرصة المناسبة عند ظهور البساسيري، الذى استطاع أن يجمع حوله الطامعين وطلاب الدنيا ويستولى على العديد من البلدان والمدن، فراسل الخليفة العبيدى المستنصر البساسيرى ودعمه فى سعيه الخبيث لإزالة السنة وإقامة البدعة، ولكن جهودهم تعطلت لأن طغرل بك قدم إلى بغداد بجيوشه الجرارة، وأرسل أخاه إبراهيم نيال لقمع ثورة البساسيري.
فلجأ البساسيرى للمكر والخداع فاستمال إبراهيم لصفه، ووعده ومنَّاه بمكان أخيه طغرل بك على البلاد، فعصى إبراهيم على أخيه طغرلبك فأوقع البساسيرى بين الأخوين، ووقع بينهما حرب طويلة، استغل خلالها البساسيرى الاستيلاء على بغداد ونفى الخليفة العباسى القائم بالله إلى الموصل وأقام الدعوة العبيدية (الفاطمية) ببغداد، وذلك سنة 450هـ.
ولكن طغرل بك استطاع أن يقضى على ثورة أخيه إبراهيم، وقتله جزاء لخيانته للإسلام والسنة والخلافة، ثم عاد سريعًا لبغداد حيث قضى على ثورة البساسيري، وتعقبه حتى قتله سنة 451هـ، وأعاد الخلافة السنية مرة أخرى، وأعاد الخليفة القائم بالله لموضعه مرة أخرى، وكان هذا العمل من أعظم أعمال طغرلبك على الإطلاق وكانت سببًا لشهرته وتقدمه على ملوك الإسلام، حتى أنه الوحيد من سلاطين الإسلام الذى حظى بمصاهرة الخليفة العباسى عندما تزوج من بنت الخليفة القائم بالله العباسي.