يلعب الروائى المغربى يوسف فاضل في روايته حياة الفراشات لعبته المتكررة فهو يبدأ الرواية بحدث كبير يخص أبطال الرواية ثم ينصرف عن الحدث الذى تظنه كقارئ محور الأحداث، ويأخذك إلى متابعة سيرة أبطال الرواية وماذا حدث لهم في الماضى عبر تشابك في التفاصيل يفضى في النهاية إلى سردية ممتعة لتمكنه الشديد من الكتابة الروائية.
وكما هو شأن روايات يوسف فاضل تبدأ رواية "حياة الفراشات" بحدث كبير وهو محاولة الانقلاب في المغرب التي جرت بسبعينيات القرن الماضي، وما صاحبها من أحداثٍ، محاولةً ملأ الفراغات التي يغفلها التاريخ.
تتّخذ الرواية فضاءات الدار البيضاء ساحةً للأحداث، وتبدأ الحبكة من اللحظة التي يطُلب فيها من المغنّي "سالم" قراءة بيان الانقلاب، بعدما أتى يسجّل أغنيةً في الإذاعة، لتتوالى الشخصيات والأحداث التي قسّمها المؤلّف وفق أيّام الأسبوع، معنونا كلّ يومٍ بمسمّى خاص.
بعدها يتحول سالم إلى بطل مطلق للرواية ثم يمد الكاتب المغربى الخيط إلى عائلته وكيف أثرت الصدفة التي جرت في البداية وهي ذهابه لتسجيل أغنية تتحول إلى بيان على حياته، وهو حدث روائى بامتياز يجلب الجدة والطرافة في آن ويضفى على السرد نوع من أنواع الخفة التي عادة ما تكون موجودة في روايات يوسف فاضل.
وتقول دار منشورات المتوسط التي أصدر الرواية عام 2020 على الغلاف الخلفى لها: "إنَّنا ما أنْ نشرع في قراءةِ الرواية حتّى تنطلق من حولنا الموسيقى، تُداهمُنا من النَّافذة، من الجدران الصّمّاء، من ذاكرتنا المُنهكة، نتتَّبعُ خطى شخصياتٍ يتقمَّصُها الرَّاوي، بل نتشابك مع مصائر تلك الشخصيات وهي تمضي وتتقاطع وتنتهي على أرضٍ غير صلبةٍ، حيثُ الحبُّ المُشتعل، والمدينةُ المُلتهبة، والجنون المُتَّقد، حيثُ الحكاياتُ والأنغامُ والمقطوعاتُ الموسيقية الصَّاعدة مع دخَّان نادي "دون كيشوت" المحترق، والمتناثرة هنا وهناك كجثثٍ متفحِّم".
وقد سبق ليوسف فاضل التأهل إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2014 عن رواية "طائر نادر أزرق يحلق معى"، كما فازت روايته حشيش بجائزة الأطلس الكبير.