انتشرت الدولة الإسلامية وصار لابد من وجود أدواتها المهمة ومنها سك النقود، ويقال يأن أول من قام بذلك عبد الملك بن مروان، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير عن سنة 76 هجرية، قال ابن جرير وفى هذه السنة نقش عبد الملك بن مروان على الدراهم والدنانير وهو أول من نقشها
وقال الماوردى فى كتاب الأحكام السلطانية: اختلف فى أول من ضربها بالعربية فى الإسلام فقال سعيد بن المسيب: أول من ضرب الدراهم المنقوشة عبد الملك بن مروان، وكانت الدنانير والدراهم رومية وكسروية، قال أبو الزناد: وكان نقشه لها فى سنة أربع وسبعين، وقال المدائني: خمس وسبعين، وضربت فى الآفاق سنة ستة وسبعين، وذكر أنه ضرب على الجانب الواحد منها الله أحد، وعلى الوجه الآخر الله الصمد، قال: وحكى يحيى بن النعمان الغفارى عن أبيه أن أول من ضرب الدراهم مصعب بن الزبير عن أمر أخيه عبد الله بن الزبير، سنة سبعين على ضرب الأكاسرة، عليها الملك من جانب، والله من جانب، ثم غيرها الحجاج وكتب اسمه عليها من جانب، ثم خلصها بعده يوسف بن هبيرة فى أيام يزيد بن عبد الملك، ثم خلصها أجود منها خالد بن عبد الله القسيرى فى أيام هشام، ثم يوسف بن عمر أجود منهم كلهم، ولذلك كان المنصور لا يقبل منها إلا الهبيرية والخالدية واليوسفية وذكر أنه قد كان للناس نقود مختلفة منها الدراهم البعلية، وكان الدرهم منها ثمانية دوانق، والطبرية وكان الدرهم منها أربعة دوانيق، واليمنى دانق، فجمع عمر بن الخطاب بين البعلى والطبرى ثم أخذ بنصفها فجعل الدرهم الشرعى وهو نصف مثقال وخمس مثقال، وذكروا أن المثقال لم يغيروا وزنه فى جاهلية ولا إسلام، وفى هذا نظر، والله أعلم.
وفيها ولد مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو آخر من تولى الخلافة من بنى أمية، ومنه أخذها بنو العباس.
وفيها حج بالناس أبان بن عثمان بن عفان نائب المدينة، وعلى إمرة العراق الحجاج، وعلى خراسان أمية بن عبد الله، والله أعلم.