تمثل رواية فاكهة للغربان للروائى اليمنى أحمد زين نوعا من الروايات التى تعتمد على سرد المذكرات بمعنى أن يجلس أبطال الرواية لسرد الذكريات، فالحدث الرئيس يبدأ من اتفاق بين نورا وصلاح المهمش القادم من الأرياف ليكون ضمن التنظيم الاشتراكى الذى يتحكم في كل شيء بجنوب اليمن على تسجيل مذكراتها.
ومن هنا تسرد نورا ذكرياتها التي يسجلها صلاح، ويربط بين أفكاره وبين ما يسمعه فتكون هنالك ملحوظات على لسانه، وتكملة لما تقول لتشكل بذلك استطراداته جزءا آخر من السرد.
وتضم الرواية ذات الطابع السياسية شخصيات من مختلف الدول العربية والذين تجمعوا في عدن في تلك الفترة، من العراق وفلسطين والجزائر، وكل شخصية لها قصصها ومآسيها.
ويؤرخ أحمد زين في روايته لتمزق اليمنيين في الجنوب في بحور الشتات وضياع الهويات اللذان اتسمت بهما فترة ما بين الستينات والسبعينات والثمانينات في اليمن، وبالتحديد في جنوب اليمن الذي تخلص من استعمار إنجليزي حكمه بالنار والحديد، وارتمي في حضن استعمار ناعم طحن أحلامه بالشعارات الشيوعية، فالرواية تحكي سيرة مدينة عدن اليمنية في الفترة بعد انتهاء الوجود البريطاني و سيطرة الحزب الاشتراكي الذي تولى الحكم لكنه بدأ يتصدع من الداخل وتتنازعه الانقسامات والتعصب ليدخل البلاد فى آتون من الصراعات.
وأحمد زين هو كاتب وصحفي يمني يعيش حاليا في المملكة العربية السعودية ، له أربع روايات ومجموعتي من القصص القصيرة، وقد وصلت روايته فاكهة للغربان إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية للعام 2021.
صدرت له روايات: تصحيح وضع عن الهيئة العامة لقدور الثقافة عام 2009 ، وحرب تحت الجلد عام 2010 عن دار الآداب، وستيمر بوينت عم 2014 عن دار التنوير، وفاكهة للغربان عن منشورات المتوسط عام 2020.