ليو تولستوى يعد أحد عمالقة الأدب الروسى فى القرن التاسع عشر، كما يعده البعض من أعظم الروائيين على الإطلاق، واليوم تمر ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 9 سبتمبر من عام 1828م.
ومنذ صغره تأثر تولستوى بالأدب العربى فعرف الحكايات العربية منذ طفولته، وعرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحرى"، وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "على بابا والأربعون حرامى"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان"، فلم يكن ليو تولستوى روائيا فقط بل كان أيضا مصلحا اجتماعيا وداعية سلام ومفكر أخلاقى، ومن أشهر رواياته "الحرب والسلام ، أنا كارنينا".
التحق ليو تولستوى فى جامعة كازان كلية اللغات الشرقية، قسم اللغتين التركية والعربية، وعلى الرغم من أنه كان شغوفا بالقراءة منذ طفولته، إلا أنه لم يستطع التركيز فى دراسته عندما أصبح طالبا، وبعد أن فشل فى امتحانات السنة الأولى، قرر أن يغير اتجاهه ويدرس القانون، لكن ما إن حل عام 1847م، حتى كان تولستوى قد قرر ترك الدراسة دون أن يحصل على شهادته الجامعية، بعدما جاءته الأنباء بأن تقسيم أملاك الأسرة قد جعله يرث إقطاعية ياسنايابوليانا، وهي إقطاعية كبيرة فيها أكثر من 330 عائلة من الفلاحين، وكان تولستوي رجلا ذا مثل عليا فأحس أن واجبه يحتم عليه العودة إلى إقطاعيته ياسنايا لرعاية أموره هناك ولتحسين أحوال رعيته من الفلاحين.
يعد كتاب "الحرب والسلام" الصادر عام 1869م من أشهر أعمال تولستوى، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التى حدثت فى أوروبا فى الفترة ما بين 1805 و1820م، وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م، كما أن من أشهر كتبه "أنا كارنينا"، الذى عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية فى شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي آنا كارنينا، ومن أعماله كتاب "ما الفن؟"، الذى أوضح فيه أن الفن ينبغى أن يوجه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس، ورحل عن عالمنا في 20 نوفمبر 1910م.