تمر اليوم الذكرى الـ94 على وصول الأسطول المصرى بقيادة إبراهيم باشا إلى ميناء نافارين باليونان، بناء على استغاثة من السلطان العثمانى، حيث وصل الأسطول إلى هناك فى 9 سبتمبر 1827م.
وأشار الجبرتى إلى بعض هذه الوقائع فى حوادث ذى القعدة سنة 1236 أغسطس سنة 1821 (وهو آخر ما دونه فى كتابه) قائلا "وفى منتصفه سافر الباشا إلى الإسكندرية لداعى حركة عصيان وخروج الأهالى هناك عن الذمة، ووقوفهم بمراكب كثيرة العدد بالبحر، وقطعهم الطريق على المسافرين، واستئصالهم بالذبح والقتل، حتى أنهم أخذوا المراكب الخارجة من إسطنبول وفيها قاضى العسكر المتولى قضاء مصر ومن بها أيضا من السفار والحجاج، فقتلوهم ذبحا عن آخرهم ومعهم القاضى وحريمه وبناته وجواريه وغير ذلك، وشاع ذلك بالنواحى، وانقطعت السبل، فنزل الباشا إلى الإسكندرية وشرع فى استعجال مراكب مساعدة للدونانمة السلطانية، وسيأتى تتمة هذه الحادثة".
وبحسب كتاب "الدولة العثمانية فى التاريخ الاسلامى الحديث" للدكتور إسماعيل أحمد ياغى، فإن أهل اليونان ومعظمهم كانوا من المسيحيين الأرثوذكس، قاموا بثورة ضد الدولة العثمانية بتحريض من روسيا والنمسا، وبتشجيع من الجميعات السرية، فقد كلف السلطان محمود الثانى، محمد على باشا والى مصر بإخضاع اليونان، وأصدر السلطان أمرا بتعيين محمد على باشا واليا على شبه جزيرة المورة من بلاد اليونان، وجزيرة كريت، وهاتان المنطقتان مركز الثورة اليونانية.
وسارت جيوش محمد على باشا بحرا من الإسكندرية بقيادة ابنه إبراهيم وانطلق إلى شبه الجزيرة "المورة" وسيطر عليها، واستطاع إبراهيم باشا أن يحرز النصر وأن يفتح مدينة نافارين غام 1824، وأن يدخل العثمانيون أثينا عام 1826م، ثم تدخلت الدول الأوروبية بحجة حماية اليونان بشكل ظاهر، وبحقد صليبى – على حد وصف المؤلف- وعقد صلح مع الدولة العثمانية عام 1826م، غير أن القتال ما لبث أن تجدد بسبب رفض السلطان العثمانى تدخل هذه الدول فى شؤونها الداخلية، وطلبت الدولة الأوروبية من إبراهيم باشا التوقف عن القتال، فرفض طلبها، فاجتمعت أساطيل هذه الدول وقضت على الأسطول العثمانى والمصرى، وقتل ما يزيد عن ثلاثين ألف جندى مصرى، فأمر محمد على ابنه إبراهيم بالانسحاب من اليونان بجنده ورفضت الدولة كل قرارات الدول الأجنبية والخاص بمنح اليونان استقلاله الذاتى ثم الاستقلال التام.