تمر اليوم ذكرى خلافة الأباطرة الثلاثة قسطنطين الثانى وقنسطانطيوس الثانى وقنسطنس، أباهم الراحل قسطنطين الأول على عرش الإمبراطورية الرومانية كشركاء فى الحكم، حيث تقاسم الأباطرة الثلاثة أراضى الإمبراطورية، والأخير هو كان الإمبراطور اليونانى الذى حكم من 306 م إلى 337 م. أبوه قسطنطيوس كلوروس، كان ضابط فى الجيش الرومانى من أصل إيليريوني، وأمه كانت الإمبرطوره هيلانة.
لقد كان قسطنطين قائداً بارعاً، وإدارياً عظيماً، وسياسياً لا يشق له فى شئون الحكم غبار ورث الأعمال التى كان يبغى بها دقلديانوس ديانوس إعادة الدولة إلى سابق عهدها وأتمها؛ وبفضله طال عمر الإمبراطوريّة 150 عاماً، وقد واصل أنماط الحكم الملكى المطلق التى سار عليها أورليان ودقلديانوس مدفوعاً إلى هذا بأطماعه وكبريائه وباعتقاده حتى الحكم المطلق هو العلاج الذى تتطلبه الفوضى السائدة فى ذلك الوقت.
وكان أكبر أخطائه تقسيمه الإمبراطوريّة بين أبنائه؛ ولعله قد تنبأ بأن هؤلاء الأبناء سيتنازعون فيما بينهم، يريد جميع منهم حتى ينفرد بالملك، كما عمل هومن قبل، ولكنه افترض أنهم سيتقاتلون حتماً إذا اختار وارثاً للملك غيرهم.
وقد تولى قسطنطين الثانى (337-316م) حكم امبراطور بلاد الغال وبريطانيا وإسبانيا، بينما قنسطانطيوس الثانى انهمك فى الانتقال من نيقوميديا إلى أسقفية القسطنطينية، لأن العاصمة كانت قد انتقلت رسميًا من نيقوميديا إلى القسطنطينية، أما "قنسطنس" فكان فى البداية تحت وصاية قسطنطين الثاني. عينت التسوية الأصلية قنسطنس لولاية إيطاليا الإمبراطورية، والتى شملت شمال إفريقيا. لم يكن قنسطنس سعيدًا بهذا التقسيم، لذلك التقى الأخوة فى فيميناسيوم عام 338 لتعديل الحدود. تمكن قنسطنس من انتزاع ولاية إليريكم وأبرشية تراقيا، وهى مقاطعات كان من المقرر أن يحكمها فى الأصل ابن عمه دالماتيوس، وفقًا لتقسيم قسطنطين الأول المقترح بعد وفاته.