بينما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عدد سابق خلال الأسابيع الماضية، أن التاريخ الإنساني المعاصر شهد فترات متباينة بين التدخلات الأمريكية في الخارج وفترات عزلة ساد فيها شعار "أمريكا أولا"، وقد تخبرنا الأحداث الجارية بأفغانستان أن أمريكا ربما تميل في المستقبل القريب إلى صب جل تركيزها على قضاياها الداخلية، خرجت دراسة سابقة ترى أن عدد كبير من الشعب الأمريكى أنطوائى ويرغب فى العزلة بعيدًا عن المجتمع.
ومن تلك الدراسات كان كتاب "الهدوء .. الانطوائيين فى عالم لا يتوقف عن الكلام"، ويتناول الكتاب على مدار 384 صفحة نقاط قوة الشخصية الانطوائية، وتعمل الكاتبة، صاحبة الشخصية الانطوائية كما تصف نفسها، ومن خلال التحليل والبحث العلمي وسرد الأمثلة على الوصول بالقارئ للوفاق مع عوالمه الداخلية وقدراته الدفينة التي يمكن أن يعثر عليها، مقابل نظام "المثل الأعلى الانبساطى"" كما يعبر عنه الكتاب، وهو الاعتقاد الموجود في كل مكان بأن الشخصية المثالية هى اجتماعية وقوية وتشعر بالارتياح عندما تكون فى دائرة الضوء.
تفسر الكاتبة سوزان كين الأمر ضمن كتابها بأن ثلث إلى نصف الأمريكيين انطوائيون، لكن الناس تتظاهر بخلاف ذلك لئلا توسم بشخصية تعتبر من الدرجة الثانية "لقد قيل لنا إنه أن نكون عظماء يعني أن نكون جريئين، وأن نكون سعداء يعني أن نكون اجتماعيين، إننا نرى أنفسنا كأمة من الانبساطيين، ما يعني أننا فقدنا الاهتمام بمن نكون حقًا".
ويتناول الكتاب نقاط قوة الشخصية الانطوائية، وسرد الأمثلة على الوصول بالقارئ للوفاق مع عوالمه الداخلية وقدراته الدفينة التى يمكن أن يعثر عليها، مقابل نظام "المثل الأعلى الانبساطى" كما يعبر عنه الكتاب، وهو الاعتقاد الموجود فى كل مكان بأن الشخصية المثالية هى اجتماعية وقوية وتشعر بالارتياح عندما تكون فى دائرة الضوء.
وترد فى الكتاب العديد من الأمثلة لعظماء ومبدعين تاريخيين كانوا من أصحاب الشخصية الانطوائية، فدون الانطوائيين سيكون العالم خاليًا من نظرية الجاذبية والنسبية، كروايتى 1984 ومزرعة الحيوان لجورج أورويل، وجوغل وسلسلة روايات هارى بوتر، كما أن تخليد التاريخ لشخصيات مثل روزفلت وغاندى وروزا باركس على ما فعلوه كان بسبب انطوائيتهم وليس على الرغم منها.