تلعب رواية فردقان دورًا كبيرًا في إضاءة جانب من حياة وسيرة مفكر وطبيب عظيم هو ابن سينا، مقدمة صورة حية لثقافة مختلفة غير مطروقة من قبل ما بين همذان وأصفهان.
تدور أحداث الرواية حول حياة ابن سينا في فترة اعتقاله بقلعة (فردقان) الموجودة بوسط إيران، في الوقت الحالي، وتحكي الرواية بشكل أدبي يمتزج فيه الواقع بالخيال الروائي، عن ابن سينا، ابتداءً من مولده سنة 370 هجرية، في أسرة مكونة من أب أفغاني وأم خوارزمية (حاليا أوزبكستان)، وحياته في منطقة وسط آسيا ثم استقراره ووفاته في المنطقة الفارسية، حيث عاش النصف الأخير من حياته بين الري (طهران حاليًا)، وهمذان، وأصفهان.
كما تلقى الرواية الضوء على الفئات المتناحرة من المسلمين لاعتلاء سدة الحكم ولعبة العروش المنبثقة من أطماعها.
وتبدأ الرواية معتمدة على خط زمنى متصاعد من طفولة ابن سينا في بخارى وبداية نبوغه في الطب وثم سفره وعلاجه لأمراء وفقراء زمانه.
كما تركز الرواية على عرض فلسفة ابن سيناء الشيخ الرئيس ومنهجه العقلى وطريقته في الحكم على الأمور ومن ذلك قوله في أحد مقاطع الرواية: “لا يجوز الإحتجاج بالنقل لدحض الحجج العقلية، لأن العقل مقدمٌ بالضرورة على النقل، باعتبار كونه الأعم في النوع الإنساني وكونه مناط التكليف وشرطه الأول".
ويتطرق يوسف زيدان كذلك إلى الجانب الإنسانى لابن سينا ومن ذلك علاقته بالمرأة روايا عن علاقته بسندس و روان وماهيتاب.
وقد استطاع يوسف زيدان أن يوثق جزءا من تاريخ العالم الإسلامي ليس معروفا لدى كثير من الناس و هو تاريخ الصراعات في الشرق الإسلامي في فارس و بلاد الأفغان والأوزبك.
ويوسف زيدان أستاذ جامعي كاتب وفيلسوف مصري، ومتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، له عدة مؤلفات وأبحاث علمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي، وله من الروايات : ظل الأفعى ، عزازيل، النبطي، محال، جوانتانامو، فردقان، كما صدرت له مجموعة قصصية بعنوان حل و ترحال فضلا عن كتب اللاهوت العربي، دوامات التدين متاهات الوهم، فقه الثورة ،التقاط الألماس من كلام الناس، فقه الحب.