عندما تم التبرع بطوق ذهبى منقوش بدقة من القرن السابع عشر لمتحف ريجكس وهو المتحف الوطنى الهولندى فى عام 1881، تم تصنيفه على أنه طوق كلب، ولكن قبل بضع سنوات، عندما أعاد المتحف فحص مجموعاته من أجل معرضه الأخير حول تجارة الرقيق الهولندية، أدرك القيمون على المتحف أن القطعة الجميلة لها ماض قبيح، فقد اكتشف لاحقًا أنه من كان يرتديها هو شخص أسود مستعبد.
تقول فاليكا سمولدرز، رئيسة قسم التاريخ فى متحف ريجكس ومدير قسم التاريخ فى متحف ريجكس وفقا لناشيونال جيوجرافيك:"من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، باع التجار الهولنديون أكثر من 600 ألف أفريقى لمشترين فى أمريكا الشمالية والجنوبية واستعبدوا ما بين 660 ألفًا و 1.1 مليون شخص من الأراضى الآسيوية".
وأضافت: "هذا العام، أضاف المتحف - المعروف بكنوزه الفنية ذات المستوى العالمى، بما فى ذلك أعمال الرسامين الهولنديين رامبرانت فان راين ويوهانس فيرمير - تسمية 77 عنصرًا، ووضع كل منها فى سياق تاريخى أكثر دقة ليتم عرضها بالتوازى مع الملصقات الأصلية لمدة عام، قبل دمجها فى الكتالوجات المستقبلية".
وتعتبر عمليات إعادة الفحص فى المؤسسات الثقافية فى جميع أنحاء أوروبا. فقد كانت بعض هذه الجهات التى تأسس العديد منها خلال الفترة الاستعمارية، مليئة بالقطع الأثرية التى تم الحصول عليها بطريقة غير قانونية أو غير أخلاقية، الآن، تحت ضغط من المستعمرات السابقة، يستكشف النشطاء والأكاديميون وعدد من المتاحف الروايات التى تواجه بشكل حاسم الجذور الاستعمارية وموروثات مجموعاتهم.
ويدرك المتحف أنه كان بطيئًا فى معالجة تاريخه، حيث يقول سمولدرز: "إن الماضى الاستعمارى، وخاصة العبودية، موضوع نقاش منتظم فى المجال العام.. لكن فى التعليم والمتاحف، كانت هذه الموضوعات غير مطروحة بشكل كاف".
وعندما احتفل المتحف الوطنى بنهاية عملية تجديد استمرت 10 سنوات فى عام 2013، بدأ فى إلقاء نظرة جديده على مجموعاته والمصطلحات المستخدمة فى وصف أعماله الفنية، وقد أدى ذلك إلى إزالة المصطلحات القديمة أو العنصرية، مثل "الزنجي"، من عناوين الأعمال الفنية، بالإضافة إلى إنشاء جولة متعددة الوسائط عبر الهاتف لإعادة فحص التاريخ الاستعمارى الهولندي.