أجاثا كريستى هى واحدة من أشهر الكتاب فى العالم، وتعد حتى الآن الكاتبة الأولى فى كتابة الروايات البوليسية، واليوم تمر ذكرى ميلادها، إذ ولدت فى مثل هذا اليوم 15 سبتمبر من عام 1890، فى مدينة توركواى، ديفون فى القسم الجنوب الغربى من إنجلترا.
بداية كتابة أجاثا للقصة كانت بتشجيع من والدتها التى ترجع لها الكاتبة المعروفة كل الفضل فى تشجيعها على حوض الحياة الأدبية، ففى يوم من الأيام أصيبت أجاثا بدور برد ألزمها الفراش، مما جعل والدتها تحضر لها ورقة وقلم حتى تكتب قصة.
وعندما فعلت الأم مع أجاثا ذلك استعجبت الأخيرة وكان ردها أنها لا تعرف ان تكتب القصص، ولكن والدتها ردت عليها بكل بساطة بأنها لا تقول انها لا تعرف بل تحاول أن تفعل، ولولا ذلك فلم نكن على موعد مع كاتبة واعدة فى الروايات البوليسية، والتى ذاع صيتها فى شتى انحاء العالم.
ولكن كيف وصفت أجاثا كريستى ذلك؟ قالت كاتبة الرويات البوليسية عن تلك المرحلة : إننى قضيت طفولة مشردة إلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خالية من أعباء الدروس الخصوصية، فكان لى متسع من الوقت لكى أتجول فى حديقة الأزهار الواسعة وأسبح مع الأسماك ما شاء لى الهوى! ويرجع الفضل فى ذلك إلى والدتى التى سهلت اتجاهى إلى التأليف، فقد كانت سيدة ذات شخصية ساحرة، وذات تأثير قوى وكانت تعتقد اعتقاداً راسخاً أن أطفالها قادرين على فعلِ كلِ شيء، وذات يوم أصبت ببرد شديد ألزمنى الفراش قالت لي: ـ خير لكِ أن تقطعى الوقت بكتابة قصة قصيرة وأنت فى فراشك. فأجبتها: ولكنى لا أعرف، فقالت: لا تقولى لا أعرف، ثم حاولت ووجدت متعة فى المحاولة، فقضيت السنوات القليلة التالية أكتب قصصاً قابضة للصدر! يموت معظم أبطالها! كما كتبت مقطوعات من الشعر ورواية طويلة احتشد فيها، عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشدة الزحام، ثم خطر لى أن أكتب رواية جرائم، ففعلت واشتد بى الفرح حينما قبلت الرواية ونشرت، وكنت حين كتبتها متطوعة فى مستشفى تابع للصليب الأحمر إبان الحرب العالمية الأولى".
وبعد مرور بضع سنوات نشرت أجاثا كريستى روايتها الأولى بعنوان " The Mysterious Affair at Styles" فى عام 1920، وركزت القصة على أحداث مقتل وريثة غنية، وكانت هذه المرة الأولى التى عرفت فيها أجاثا قراءها على واحدة من أشهر الشخصيات فى قصصها، المحقق البلجيكى هركل بوارو، وبعد ذلك استمرت الأعمال الأدبية التى حققت نجاحات كبيرة لا تزال حتى الآن.