تمر اليوم الذكرى الـ1396 على زواج الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، من السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبى محمد، عليه السلام، لتصبح أولى زوجاته وأم أولاده الأوائل الإمامين الحسن والحسين، ذلك فى 15 سبتمبر عام 625م، ودخل بها بعد معركة أحد.
وقد رُوى أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا أنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من على، فأصدقها على درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهما على أغلب الأقوال.
وبحسب كتاب "الأمالى" لأبو جعفر الطوسى عن الضحاك بن مزاحم، فإن عليًا باع درعه وأتى بثمنه إلى الرسول ثم قبض الرسول من الدراهم بكلتا يديه، فأعطاها أبا بكر وقال: ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت، وأردفه بعمار بن ياسر وبعدة من أصحابه، فحضروا السوق، فكانوا يعرضون الشىء مما يصلح فلا يشترونه حتى يعرضوه على أبى بكر، فإن استصلحه اشتروه، حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع، وحمل أصحاب رسول الذين كانوا معه الباقى.
ويذكر الكتاب إن من ساعد الإمام على فى الزواج من فاطمة كان سيدنا عثمان بن عفان، حيث يقول الإمام على: أنى لما تقدمت إلى رسول الله طالبا منه زواج فاطمة قال لى: بع درعك وائتنى بثمنها حتى أهيئ لك ولابنتى فاطمة ما يصلحكما، قال على: فأخذت درعى وانطلقت به إلى السوق فبعته بأربع مائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان، فلما قبضت الدراهم منه وقبض الدرع منى قال: ألست أولى بالدرع منك وأنت أولى بالدراهم منى؟ فقلت له: نعم، قال: فإن هذا الدرع هدية منى إليك، فأخذت الدرع والدراهم وأقبلت إلى رسول الله فطرحت الدرع والدراهم بين يديه، وأخبرته بما كان من أمر عثمان فدعا له النبى بخير.
ويذكر الكتاب أن السيدة فاطمة لم تكن راغبة بالزواج من ابن عمها وذلك بسبب فقره الشديد، فقد كانت نساء قريش يعيبن عليها الخطبة من ابن عمها، وشكت ذلك للنبى (ص) ويبدو أن النبى كان قانعا بزواجها من على، أو ربما أحرج من رفض طلب على، على حد وصف الكاتب.