أثارت قصيدة الموجودة ضمن منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائى لهذا العام ضجة كبيرة على "فيس بوك"، والتى كتب تحتها مؤلفو الكتاب أنها من تأليف أحمد شوقى، وأتبعوا القصيدة بصورة لأمير الشعراء، وهى فى الحقيقة من تأليف المهندس وحيد حامد الدهشان.
لكن هذه الواقعة ليست جديدة على الوسط الثقافى المصرى، إذ حدثت وقائع مشابهة كثيرة، لعل أبرزها واقعة نسب ديوان كامل للشاعر كمال نشأت إلى الشاعر الكبير إبراهيم ناجى.
وقال الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف إن من أبرز الوقائع فى نسب قصائد أو دواوين بالخطأ إلى شعراء آخرين، تعود إلى فترة الستينيات حين تم تشكيل لجنة مكونة من "الشاعر الكبير صالح جودت وأحد المقربين من شاعر (الأطلال)، والدكتور أحمد هيكل، ومحمد ناجى (شقيق الشاعر إبراهيم ناجى)" من أجل جمع والأعمال الكاملة للشاعر الراحل.
وأضاف "يوسف"، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، بالفعل جمعت اللجنة الأعمال الكاملة الدواوين الكاملة التى كانت قد نشرت لـ"ناجى" من قبل، وهى "وراء الغمام، ليالى القاهرة، والطائر الجريح"، بالإضافة إلى عدد من القصائد لم تنشر من قبل، لكن المفاجأة كانت أن تلك القصائد لم يكن كتبها إبراهيم ناجى نفسه، بل كتبها الشاعر الراحل كمال نشأت، والذى كان قد أرسلها إلى الشاعر إبراهيم ناجى، كى يكتب مقدمة ديوانه، لكن القدر لم يمهل "ناجى" الفرصة ليموت قبل أن ينتهى من المقدمة، لكن الشاعر كمال نشأت، قام بعدها ونشر القصائد فى ديوانه الأول، بدون مقدمة إبراهيم ناجى.
وتابع الناقد الكبير شعبان يوسف أن النقاد والمتابعين اكتشفوا هذا الخطأ بعد نشر الأعمال الكاملة للشاعر إبراهيم ناجى، وحدثت معركة ثقافية كبيرة بين اللجنة من جانب وعدد من كبار النقاد والمثقفين فى ذلك الوقت، منهم الناقد الكبير رجاء النقاش، والكاتب الكبير محمود السعدنى، فى المقابل هاجمهم الشاعر الكبير صالح جودت فى البداية، رافضا الاعتذار والاعتراف بخطأ اللجنة، قبل أن يقوم المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب "الأعلى للثقافة حاليا" بإزالة الديوان المنسوب بالخطأ وفرمه.
وكان الشاعر صالح جودت، وصف القصائد المنتحلة بأنها من "الشعر الردىء"، فما كتب محمود السعدنى، أن ورثة الدكتور إبراهيم ناجى هم الذين تضرروا من تسلل قصائد كمال نشأت إلى أعمال الشاعر الكبير.
يذكر أن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، عقب على القصيدة التى تم تداولها فى تصريحات لـ "انفراد"، قائلا: إن القصيدة المتداولة فى كتاب للصف الرابع الابتدائي لأحد الشعراء، والمنسوبة للشاعر أحمد شوقى بالخطأ، لا توجد في الكتاب المدرسي الصف الرابع والكتاب لا يزال في الطباعة حتي الآن.
وتابع وزير التعليم "لا أعلم من أين يأتى الناس بهذا الكلام، والكتاب في المطبعة وليس به مثل هذا، والصور المتداولة عبارة عن كتب خارجية، وليست رسمية".