فى مثل هذا اليوم 17 سبتمبر من عام 1171، انتهى حكم الدولة الفاطمية فى مصر، بوفاة الخليفة العاضد لدين الله، وعاد حكم الدولة العباسية وإن كان بشكل اسمى، حيث حكم صلاح الدين الأيوبى مؤسس الدولة الأيوبية البلاد بشكل فعلى ومن بعده سلاطين الأيوبيين.
والدولتين الفاطمية والأيوبية، كانتا إحدى دولتين مستقلتين حكمتا البلاد بعيدا عن دولة الخلافة العباسية، وهى:
الطولونيون 868-905م
الدولة الطُولونية هى إمارة إسلامية أسسها أحمد بن طولون التغزغزى التركى فى مصر، وتمددت لاحقا باتجاه الشام، لتكون بذلك أول دويلة تنفصل سياسيا عن الدولة العباسية وتتفرد سلالتها بِحكم الديار المصرية والشامية، قامت الدولة الطُولونية خلال زمن تعاظم قوة الترك فى الدولة العباسية وسيطرة الحرس التركى على مقاليد الأُمور، وهو ذاته العصر الذى كان يشهد نُموا فى النزعة الشعوبية وتغلب نزعة الانفصال على شعوب وولاة الدولة مترامية الأطراف، فكان قيام الدولة الطولونية إحدى النتائج الحتمية لتنامى هذا الفكر.
الإخشيديون 935-969م
الدولة الإخشيدية هى إمارة إسلامية أسسها محمد بن طغج الإخشيد فى مصر، وامتدت لاحقا باتجاه الشام والحجاز، وذلك بعد مضى ثلاثين سنة من عودة الديار المصرية والشامية إلى كنف الدولة العباسية، بعد انهيار الإمارة الطولونية التى استقلَت بحكم الديار سالفة الذكر وفصلتها عن الخلافة العباسية طيلة 37 سنة.
كان مؤسس هذه الدولة محمد بن طغج مملوكا تركيا، عينه الخليفة العباسى أبو العباس محمد الراضى بالله واليا على مصر، فأقر فيها الأمن والأمان وقضى على المتمردين على الدولة العباسية، وتمكن من الحد من الأطماع الفاطمية بمصر، فلما تمكن من ذلك منحه الخليفة لقبا تشريفيا فارسيا هو «الإخشيد» تكريما له ومكافأة على عمله، وما لبث الإخشيد أن سار على طريق أحمد بن طولون مؤسس الإمارة السابقة لإمارته، فاستقل بمصر عن الدولة العباسية.
الفاطميون 969-1171م
الدولة الإخشيدية شهدت مع موت أحد آخر حكامها أبى المسك كافور الإخشيدى (سنة 357هـ) انحدارا كبيرا، ووصلت أنباء هذه الحال إلى معز الدين الفاطمى، فبادر باستغلال الفرصة بإرسال جيش فاطمى على رأسه جوهر الصقلى لضم مصر إلى دولته، لم يبدى المصريون أى مقاومة تذكر للفتح الفاطمى نتيجة هذه الأوضاع، وقد استبشروا بقدوم حكام جدد لهم عوضا عن الإخشيديين، خصوصا بعد خطبة قالها جوهر الصقلى باسم معز الدين الفاطمى عندما دخل مصر، فقد قدم فى هذه الخطبة وعوداً عديدة بينها تجديد سكة النقود لتجنب الغش فيها، وتخفيف الضرائب الشديدة التى فرضها الإخشيديون، وحماية المصريين من خطر دولة القرامطة بالمشرق، ومنح أهل السنة الحرية بممارسة مذهبهم على طريقتهم.
الأيوبيون 1171-1250م
الدولة الأيوبية هى دولة إسلامية نشأت فى مصر، وامتدت لتشمل الشام والحجاز واليمن والنوبة وبعض أجزاء المغرب العربي. يعتبر صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية، كان ذلك بعد أن عُيِّن وزيرًا للخليفة الفاطمى العاضد لدين الله ونائبًا عن السلطان نور الدين محمود فى مصر، فعمل على أن تكون كل السلطات تحت يده، وأصبح هو المتصرف فى الأمور، وأعاد لمصر التبعية للدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمى ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني.
المماليك 1261-1517م
الدولة المملوكية أو السلطنة المملوكية أو دولة المماليك أو سلطنة المماليك هى إحدى الدول الإسلامية التى قامت فى مصر خلال أواخر العصر العباسى الثالث، وامتدت حدودها لاحقا لتشمل الشام والحجاز، ودام ملكها منذ سقوط الدولة الأيوبية سنة 648هـ الموافقة لسنة 1250م، حتى بلغت الدولة العثمانية ذروة قوتها وضم السلطان سليم الأول الديار الشامية والمصرية إلى دولته بعد هزيمة المماليك فى معركة الريدانية سنة 923هـ الموافقة لسنة 1517م.
يُقسم المؤرخون الدولة المملوكية إلى فرعين أو دولتين هما: دولة المماليك البحرية ودولة المماليك البرجية، حكم المماليك البحرية من سنة 648هـ الموافقة لسنة 1250م إلى سنة 784هـ الموافقة لسنة 1382م، وكان أكثرهم من الترك والمغول، وحكم المماليك البرجية من سنة 784هـ الموافقة لسنة 1382م إلى سنة 923هـ الموافقة لسنة 1517م.