مسجد محمد على بقلعة صلاح الدين بالقاهرة، أحد المساجد الأثرية الشهيرة، وتجرى به أعمال ترميم وصيانة، من جلى رخام الأرضيات وترميم النقوش الكتابية الملونة وأعمال الإضاءة ببيت الصلاة وآخر مستجدات إصلاح الساعة والصحن وساحة البانوراما والبرجولة الملكية أمام قصر الجوهرة، ومؤخرًا تفقد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، المسجد بمتابعة الأعمال، وخلال الجولة تفقد الوزير برج الساعة ومن ضمن ما يحتوية المسجد برج الساعة، فما هي قصته؟.
وحول قصة الساعة فقد أثير حولها بعض الأقاويل بأنه تم إهدائها مقابل إعطاء مسلة رمسيس الثانى بناء على طلب لويس فيليب ملك فرنسا آنذاك، وفى هذا الشأن أوضح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: بأن المسلة الخاصة بالملك رمسيس الثانى التى نقلت إلى فرنسا عام 1836، بناء على طلب الملك لويس فليب ملك فرنسا، وتم وضعها فى ميدان لويزا بباريس، ليس لها علاقة بالساعة التى أهداها لمحمد على والدليل أنه فى 1845 وصلت الساعة إلى محمد على، وعندما أتت لم يكن قد اكتمل بناء مسجد محمد على بالقلعة، ولذلك تم وضع الساعة فى قصر محمد على فى شبرا، وفى عهد سعيد باشا تم عمل البرج حتى يتم وضع الساعة فى مسجد محمد على عام 1855 م.
وفى الوقت الحالي تم الانتهاء من ترميم برج الساعة كاملا وتقوية الألوان لإعادتها إلى رونقها الطبيعي مرة أخرى، كما تمت أعمال صيانة الزجاج الملون وإعادة تثبيته، وصيانة قواعد الأعمدة الحديدية الدائرية الموجودة بالجزء العلوى، كما تم الانتهاء من إصلاح الساعة الخاصة به بأيادي مصرية خالصة بعد فترة توقف دامت لسنوات طويلة وجاري الآن إعداد التجارب اللازمة للمليء الذاتي لها وعودتها للحياة لتعمل مرة أخري وتدق أجراسها من جديد في أوقات محددة فور الانتهاء من فترة تجارب الملئ الذاتي لها لضمان العمل الدائم دون توقف.
يقع جامع محمد علي داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وأمر بإنشائه محمد علي باشا "1220-1264هـ/1805-1848م" مؤسس أسرة محمد على "1220-1372هـ/ 1805-1953م" فى موضع القصور المملوكية التى هدمها لإفساح المجال لبناءة الجديد، والذى عرف بـ "جامع الألبستر" إشارة إلى الألواح الرخامية التى كسيت بها جدرانه الداخلية والخارجية، وتعتبر مئذنتا الجامع هما الأعلى بمصر حيث يبلغ ارتفاع كل منهما 84 مترًا.
ويعتبر جامع محمد علي باشا من أشهر المعالم الأثرية والسياحية فى مصر، بدأ بناء الجامع عام 1246 هـ / 1830 م، واستمر العمل به دون انقطاع حتى توفي محمد علي باشا عام 1265 هـ / 1848 م فدفن في المقبرة التي أعدها لنفسه في داخل الجامع في الركن الجنوبي الغربى، وكانت أعمال الأسوار والقباب والمآذن قد اكتملت آنذاك، وعندما تولى عباس باشا الأول "حكم في الفترة 1265 - 1270 هـ / 1848 - 1854 م"، أمر باستكمال ما تبقى من أعمال الرخام والنقش والتذهيب وأضاف الإنشاء الرخامي والمقصورة النحاسية لضريح المنشئ.
وفى عام 1931 م، في عهد الملك فؤاد الأول "حكم في الفترة 1917 – 1936 م"، حدث خلل كبير في القبة الرئيسية وما حولها من أنصاف قباب، فأعيد بناؤها طبقاً لشكلها القديم من الناحية المعمارية والزخرفية، وتم افتتاح الجامع بعد ترميمه عام 1939 م في عهد الملك فاروق الأول "حكم في الفترة 1936 – 1952م".
ويوجد في منتصف هذه الواجهة برج الساعة النحاسي الذي أهداه ملك فرنسا لويس فيليب "حكم في الفترة 1830 – 1848م" لمحمد علي باشا عام 1262 هـ / 1845 م، ويوجد بصحن الجامع برج من النحاس بداخله ساعة دقاقة كان قد أهداها لويس فيليب ملك فرنسا إلى محمد علي باشا "1262هـ/ 1845م".
ومؤخرًا تم وضعه على فئة الـ 20 جنيها المصنوعة من مادة "البوليمر"، والمعروفة إعلاميًا بالنقود البلاستيكية، والمقرر إصدارها فى نوفمبر المقبل، والتى تعد نقلة حضارية جديدة تواكب أحدث المعايير الدولية لطباعة العملة.