أصدر إيليا أبو ماضى ديوانه الأول "تذكار الماضي" وهو ديوان صغير من جهة الحجم في مصر عام 1911، فقد هاجر الشاعر إلى مصر وعاش في الإسكندرية تحديدا قبل أن يلتقى بأنطون الجيل في لقاء قلب حياته رأسًا على عقب، فأنطون الجميل أعجب بذلك الشاعر الذى ترك لبنان إلى الإسكندرية للإتجار في التبغ بعد أن عاش فقيرا في بلاده.
ودعا أنطون الجميل صديقه الجديد إلى الكتابة بمجلة أنشأها مع أمين تقي الدين وهى مجلة "الزهور" ، فنشر أولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوانه الذى صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي يبلغ من العمر اثنان وعشرين عاما حين صدور أول دواوينه.
وأهدى الشاعر إلى الأمة المصرية معبرًا عن حبه لها وتعلقه بها، وقد تناول فيه موضوعات مختلفة أبرزها الظلم عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم مهاجماً الطغيان العثماني ضد بلاده.
هاجر إيليا أبو ماضى إلى الولايات المتحدة عام 1912 حيث استقر أولا في سينسيناتي بولاية أوهايو حيث أقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، ثم رحل إلى نيويورك وفي بروكلين، وشارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.
أصدر مجلة " السمير" عام 1929م، التي تعد مصدراً لأدب إيليا أبي ماضي، كما تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيراً من إنتاجهم الأدبي شعراً ونثراً. واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957.
قد اشتهر أبو ماضى بفلسفته التي تطغى عليها نزعة التفاؤل وحب الحياة والحنين إلى الوطن، ومن أبرز دواوينه: "الخمائل" و"تبر وتراب" والجداول" بالإضافة إلى "ديوان إيليا أبو ماضي".