يعد المكسيكى خوان خوسيه أريولا واحدًا من الكتاب أصحاب الشهرة العالمية، ليس فقط لحس الدعابة الذى يتميز به، لكن أيضًا لقدرته على طمس الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال فيما يعرف بالواقعية السحرية، واليوم تمر ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا 21 سبتمبر من عام 1918م.
عانى خوان خوسيه فى بداية حياته التعليمية، نظرًا لفقر عائلته، ما جعله يترك المدرسة ويعمل مبكرًا بائعًا ومهرجًا وخبازًا، وكان وقتها يبلغ من العمر الحادية عشرة عامًا، لكنه لم يتوقف طموحة عند ذلك بل ثقف نفسه ذاتيًا بقراءة العديد من كتب شعراء أوروبا وأمريكا حتى حالفه الحظ وحصل على منحة دراسية وأتم تعليمه الجامعى حتى تخرج فى جامعة المكسيك.
وقال خوان خوسيه عن تعاليمه " وكتب أريولا عن تعليمه: أنا شخص عصامى بالتأكيد فقد علمت نفسى بنفسى فى الثانية عشرة من عمرى فى مدينتى ثابوتلان الجرندي، فقد قرأت للشاعر والناقد الفرنسى شارل بيير بودلير وللشاعر الأمريكى والت ويتمان وللمؤسسين الرئيسيين للأسلوب الذى اتبعه وهو الشك فى الفلسفة والدين ومنهم الكاتب الإيطالى جيوفانى بابيني، والناقد الأدبى الفرنسى مارسيل سكوب، إلى جانب قرابة خمسين كاتبًا أقل شهرة".
ونشر خوان خوسيه أول أعماله الأدبية فى عام 1949م، وكانت بعنوان "اختراع فاريا"، ثم عمل مدرسًا فى الجامعة الوطنية المستقلة فى المكسيك وحصل على الكثير من الأوسمة والجوائز الوطنية، وكان معلقًا تلفزيونيًا فى دورة الألعاب الأولمبية، وكان مولعًا بالشطرنج، وتمتع بثقافة شاملة، وامتزجت أعماله بالتجارب العميقة والمرحة التى خاضها فى حياته.
وتميزت أعمال خوان خوسية بدقة الاستعارات وجمال التشبيه وروعة التعبير، حيث يعد وريثاً لفن الطليعية، وهو بذلك يعد واحداً من الذين تخلوا عن الواقعية وممن أجادوا استخدام الرموز والفن الساخر وأدب الفانتازيا، مع توظيف شامل للمواقف والمفاهيم، كما يعد أسلوب أريولا النثرى أسلوبًا ذا طابع كلاسيكى ومنقح أيضًا، كما تعد أعماله الأدبية الأكثر شهرة هى "التآمر" والتى نال عليه جائزة خاليسكو للآداب عام 1953، وجائزة مهرجان الدراما للمعهد القومى للفنون الجميلة عام 1955م، ورواية "المعرض" ونال عليها فى عام 1963 جائزة الكاتب المكسيكى خافير فياوروتيا للكتاب، وروايته بيستيريو"، ورحل عن عالمنا فى 3 ديسمبر عام 2001م.