السبت 2024-11-23
القاهره 03:19 ص
السبت 2024-11-23
القاهره 03:19 ص
ثقافة
من صاحب مشروع نقل معبد أبو سمبل وتقطيعه إلى كتل وصلت لـ30 طنا؟
الأربعاء، 22 سبتمبر 2021 01:20 م
فى مثل هذا اليوم 22 سبتمبر من عام 1968 تم الانتهاء من أعمال نقل معبد أبو سمبل، حيث كان المعبد منحوتا فى الجبال ويعود لعهد الملك رمسيس الثانى فى القرن الـ 13 قبل الميلاد، وهو عبارة عن نصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره فى معركة قادش، مع بدء تنفيذ مشروع السد العالى صار المعبد مهددا بالغرق ووجب التدخل السريع لإنقاذه، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا من صاحب مشروع نقل المعبد بالطريقة التى تم بها؟ وهى تقطيع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفى المتوسط 20 طنا)، وإعاد تركيبها فى موقع جديد، فيما تعد واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية. منفذ الفكرة هو الفنان أحمد عثمان، مؤسس كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، الذى كان له دور مؤثر فى الحفاظ على التراث المصرى، وذلك ثبت من خلال مجموعة من الوثائق لمشروع نقل المعبد التى نشرها خبير الفنون حسام رشوان فى عام 2020م، التى تثبت دور الفنان الراحل أحمد عثمان فى نقل معبد أبو سمبل. وأوضح حسام رشوان أنه فى عام 1954 نظم أحمد عثمان نقل وترميم تمثال رمسيس الثانى الهائل من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد أمام محطة سكة حديد القاهرة، وبدوره كفنان مسئول ومحب لتراث بلاده، أعد تقريرا حول مشروع نقل معبد أبو سمبل من غمر مياه بحيرة ناصر بالتفكيك وإعادة تجميع المعبد مرة أخرى، وبالفعل تقدم بالمشروع يوم 18 يناير من عام 1959، إلى الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك، أى قبل نقل المشروع بـ8 سنوات. سرد المثال أحمد عثمان الحكاية بالتفصيل تحت عنوان "قصتى مع عملية الإنقاذ" خلال إحدى محاضراته، وذكر بها تفاصيل المشروع الذى تقدم به وجاء فيه "من أهم المعابد الأثرية التى ستغمر بالمياه إلى أكثر من 60 مترًا من مستوى المياه الحالى لتصل إلى 182 مترًا بعد تنفيذ السد العالى معبد ضخم منحوت لرمسيس الثانى ومعبد أبو سمبل، هذا الأثر الخالد فى تاريخ البشرية الذى يعتبر من الأحداث الكبرى وعلم من الأعلام الخفاقة التى تفخر وتعتز بها مصر أبد الدهر يتجه إليه العالم أجمع بنظرة الآسى والحزن لأن فقده يعتبر جريمة كبرى ترتكب ضد الحضارة المصرية التى كان ومازال لها الفضل الكبير رقى الإنسان ورفعته". ويقول المثال أحمد عثمان، بحسب الوثائق التى تعود لـ 8 سبتمبر عام 1968م، إنه فى الإسكندرية وبالتحديد عام 1959، بزغت إلى الوجود فكرة إنقاذ معبد أبو سمبل، فقد وقف العالم وقتئذ مشدوها حينما صممت مصر على بناء السد العالى لتضمن استمرار الحياة لملايين البشر من السكان، وليعيد الرخاء والرفاهية لشعب مصر، وأدى ذلك إلى تهديد الآثارالتى تزخر بها منطقة النوبة بالغرق والفناء لا سيما أن من أهم المعابد الأثرية التى ستغمر بالمياه إلى أكثر من ستين مترًا من مستوى المياه الحالى ليصل إلى 180م بعد تنفيذ السد العالى معبد ضخم منحوت فى الصخر لرمسيس الثانى، وهو معبد أبى سمبل، هذا الأثر الخالد فى تاريخ البشرية الذى يعتبر من الأحداث الكبرى فى تطوير حضارتنا. وأكد أحمد عثمان أنه كان لابد أن يبحث العالم كله عن وسيلة لإنقاذ هذه الآثار من خطر الغرق، وكان لابد أيضًا لمصر أن تبدأ فى تنفيذ بناء السد العالى باعتباره أمل المستقبل ورمز لحياة أفضل لشعب مصر، وتحركت الشعوب سريعًا تنادى بأن هذه الآثار ملك لها جميعًا "ملك البشرية" وأن فناءها قضاء على حضارة قديمة عريقة تعتبر أصلا لحضارات الشعوب المتعاقبة، وكان النداء العالمى لمنظمة اليونسكو يدعو الحكومات والمؤسسات بسرعة الإسهام فى إنقاذ هذه الآثار وحمايتها. وأوضح المثال أحمد عثمان اختلفت الآراء فى كيفية إنقاذ هذه الآثار الحضارية وتبارى المهندسون والعلماء والفنانون فى إبداء الطرق السلمية لحمايتها وحفظها من الغرق بما يكفل لها سلامتها وأداء دورها كأثر حضارى تعتز به البشرية، وتقدمت كثير من الدول بالعديد من المشروعات لبحثها، وأصبح الأمر مباراة عالمية تستهدف الوصول إلى تنفيذ مشورع يضمن سلامة إنقاذها بأقل التكاليف الممكنة. وأضاف حسام رشوان أن هناك أفكارا تم طرحها حول هذا الشأن، فشارك واحد فى إنشاء "حوض سمك" عملاق حول المعابد مع غرف مشاهدة تحت الماء للزوار، لكن تم رفض ذلك بحجة أن الآثار ستعانى. أما الفكرة الثانية التى جذبت الانتباه فتنطوى على رفع المعابد تدريجيًا على طريقة الرفع الهيدروليكى كى تكون فوق الخط المائى، لكن تم رفضها أيضا بسبب تكلفته والخطورة فى حالة الفشل. وأشار أحمد عثمان بحسب الوثائق إلى أن منظمة اليونسكو قامت ببحث ودراسة هذه المشروعات ووجدت أنه من الصعب الوصول إلى مشروع يمكن تنفيذه من النواحى العلمية والفنية والمادية، وسارت الأمور سريعًا، وعلت صيحات الشعوب "إنقذوا آثار النوبة" ليتدخل العلم والفكر البشرى فى تحقيق إنقاذ هذه الآثار. وهنا يثبت الشعب العربى فى مصر أصالة منبته الحضارى وقدرته الفائقة فى الفكر والبحث، وجاء عام 1959م، وبالتحديد فى 18 يناير لتعلن الإسكندرية على العالم أجمع فكرة المشروع العربى الذى تقدمت به لإنقاذ هذه الآثار من قلب موقع علمى بكلية الفنون الجميلة. كانت عملية النقل معقدة للغاية، حيث يجب تقديم أكبر رعاية خلال مرحلة التفكيك، الأسطح والجدران وليس أقل ما يجب قطع واجهات المعبد إلى كتل، فتستخدم المناشير اليدوية والأسلاك الحديدية لأنه إذا كانت القطع عرضها أكثر من 8 ملم فستكون مرئية عند إعادة تجميع الكتل، والمناشير الكهربائية كانت ستسبب الكثير من النفايات عند قطع الحجر الرملى، وهذا كله كان محط تفكير أحمد عثمان الذى كان يعد تقريره بكل دقة ومراعاة جميع القضايا المتعلقة بحل المسألة المعقدة حول كيفية إنقاذ المعابد. وأوضح المثال أحمد عثمان، تم فعلا معاينة للأثر العظيم وانتهت دراستى الواقعية للمشروع إلى صواب طريقة النشر والتقطيع إلى أجزاء ثم النقل والتركيب فى مكان ملائم، وبعد اقتناعى التام فنيًا بعملية النشر والنقل برزت مشكلة المكان الذى سينقل إليه الأثر، وكنت فى حيرة بالغة للبحث عن مكان مناسب، وفجأة راوتنى فكرة الصعود به إلى أعلى الجبل رغم الصعاب التى أبديت فى إمكانية الصعود لأعلى الجبل نظرًا لوعورته وعدم وجود طرق ممهدة باعتباره جبلا منحدر الجوانب، وليست هناك جدوى من لصعود لأعلى. ونظرًا لأنه كان هناك إصرار دفين فى نفسى على الصعود فقد تم الصعود بمفردى إلى أعلى الجبل ويشاء القدر أن أجد أمامى الهدف المنشود الذى كنت أبحث عنه وهو الهضبة المسطحة التى اعتبرتها أنسب مكان لنقل المعبدين، وهكذا تجمعت أمامى الصورة الكاملة للمشروع الذى تقدمت به مصر باسم المشروع العربى لتنافس المشاريع الأخرى العالمية. وجاء فى التقرير: أولا التأكد من أن عملية النشر والنقل وإعادة البناء ممكنة إذ أن هناك دليل قاطع على نجاح العملية من الوجهة الفنية ووجود تماثيل مجزئة بنفس الطريقة المقترحة بمعبد الرمسيوم واحد تمثالى ممنون بالأقصر. ثانيا : الأجزاء السليمة من الحوائط الداخلية التى يمكن نقلها وتركيبها هو بنسبة 25% من مسلح جدرانة، اما الباقى فهو غير مقوى. ثالثا: التماثيل الضخمة الأربعة الخارجية واحد منها مهشم، وكذلك تمثال "حور آختى" الكائن بأعلى الباب الخارجى مهشمة سيقانة وأقدامه، اما التماثيل الثمانية التى بالبهو الكبير فاثنين منهما مهشمين والتماثيل الأربعة بقدس الأقداس فجميعها مهشمة تقريبًا. ويقول خبير الفنون حسام رشوان إلى جانب مهنته كفنان ومعلم ومؤسس كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، كان لأحمد عثمان دور مؤثر كبير فى الحفاظ على التراث المصرى، مضيفًا أن أحمد عثمان توفى فى 14 نوفمبر من عام 1970م، ومع ذلك لم يذكر اسم أحمد عثمان فى أى إشارة إلى مشروع نقل معابد أبو سمبل سواء من قبل اليونسكو أو وزارة السياحة والآثار المصرية.
ابو سمبل
معبد ابو سمبل
حسام رشوان
احمد عثمان
نقل معبد ابو سمبل
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;