تمر اليوم الذكرى 81 على ميلاد الشاعر الكبير سيد حجاب، إذ ولد فى 23 سبتمبر عام 1940، وهو شاعر عامية كبير، عرف بكتابة أشعاره باللهجة العامية المصرية للكثير من الأعمال الدرامية والتليفزيونية المصرية.
ورغم اعتبار سيد حجاب واحدا من كبار شعراء العامية فى مصر، إلا أنه بدأ بكتابة الفصحى، حيث قال فى أحد حوارته السابقة: "بدأت بالفصحى، وقبل بلوغى العشرين استضافتنى الإذاعية سميرة الكيلانى، فى برنامج كتابات جديدة وناقشها الناقد الكبير محمد مندور، ثم قدم سعد الدين وهبة، ود . عبد القادر القط قصائدى الفصيحة، لكن اللقاء بصلاح جاهين، مع أسباب أخرى كأمية أهل مدينتى حسم انحيازي، فأصدرت صياد وجنية عام 1966م، وكتب الشاعر العراقى الكبير عبد الوهاب البياتى كلمة الغلاف، مشيرا ومشيدا بتجربة النفاذ إلى جوهر الأشياء الصغيرة المتلألئة المتفجرة النامية.
كذلك كتب "حجاب" الأغانى مبكرا حتى قبل إصدار أولى دواوينه الشعرية، حيث قال: "نعم أولى أغنياتى كانت عام 1965م بعنوان يا طير يا طاير طير على بلدى للفنان الكبير محمد فوزي، ثم بعدها وبالمصادفة انطلقت حنجرة ماهر العطار بأغنية اشتهرت بقوة أيامها هى ياما زقزق القمري، ثم أغنيات لعفاف راضى، لاحظ أن ابن خلدون يقول فى المقدمة أن صناعة الغناء أول ما ينقطع من العمران عند اختلاله أو تراجعه، لكنى تأملت فوجدت الشعراء يدخلون على الأغنية بالمتبقى من شاعريتهم المبثوثة بقصائدهم، باستثناء أحمد رامى والعبقرى مرسى جميل عزيز، وعبد الفتاح مصطفى، وبالطبع صلاح جاهين، ومن هنا حاولت توجيه الدفة إلى أغنية الدراما .
قبلها قدمت مسلسلا للأستاذ محمد فاضل بعنوان الفنان والهندسة، ثم جاءنى سيناريو مسلسل الأيام، ووجدت ضرورة تعديل وتغيير السيناريو، لأجد أماكن مناسبة للدراما الغنائية أكثر، كان منهجا جديدا فى الغناء، رغم أنه كان موجودا قبل ذلك، لكن الكيفية نفسها اختلفت، فصار الكلام يدخل فى لحم الدراما، تذكر مثلا موقف العميد حين ينساه أهله فى القطار، فينطلق صوت على الحجار بلحن عمار الشريعى متألما (العمر غربة وانت قال جانى / وفى كل يوم دعا الوالدين نجانى / ساعات أقول ده اختبار للعدل من ربى / وساعات أقول ربى اختارنى ونجاني)، ثم بدأ التنوع فقدمت فى السينما والمسرح والتلفاز أعمالاً كثيرة".