قصة نقل نادى القصة من جاردن سيتى لـ فيصل بعد 67 سنة خدمة بالثقافة.. فيديو وصور

فى تمام الساعة الحادية عشرة مساء أمس، أسدل الستار على قصة نادى القصة بحى جاردن سيتى، لينتقل إلى مقره الجديد في فيصل التعاون، وذلك بعد شهور من حكم قضائى بإخلاء المقر التاريخى لنادى القصة الذى ظل بمقره القديم لمدة 67 عامًا كاملة، شهد خلالها أحداث ثقافية لكبار الكتاب والأدباء. بدأ مسئولو النادى في حمل أثاث المكان وما يحتويه من صورة فوتوغرافية تحكى عن فترات مختلفة في مسيرة النادى، وعدد كبير من الكتب لكبار الكتاب، ليتم نقلها على سيارات متجها إلى فيصل حيث المكان الجديد، لبداية كتابة قصص وحكايات جديدة من خلال أنشطة ثقافية متنوعة. وكان مسئولو نادى القصة قد أعلنوا توقيع عقد إيجار جديد للنادى فى شارع فيصل "التعاون" بعد خروجهم من المقر القديم، الذى استمر فيه النادى الأشهر الماضية، بعقد إيجار محدد. وكتب محمد القصبى، عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة المسابقات بنادى القصة، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وأصدرت محكمة استئناف القاهرة، الاثنين الماضى، حكمًا بحجز دعوى ورثة فؤاد سراج الدين، لإخلاء شقتين تستخدمان كمقر لنادى القصة فى منطقة قصر العيني، للحكم فى 1 يناير 2021، بعدما صدر حكما ابتدائيا من محكمة جنوب القاهرة بإخلاء مقر نادى القصة لصالح ورثة فؤاد سراج الدين. ويعود تاريخ تأسيس النادى لعام 1954 وتعاقب على رئاسته قامات كبيرة من بينهم طه حسين وتوفيق الحكيم ومن غير اللائق إغلاقه لعجز المثقفين والمؤسسات عن حمايته أو تقدير قيمته الرمزية. وضم نادى القصة منذ تأسيسه عددًا كبيرًا من الأدباء أمثال محمد تيمور، وإحسان عبد القدوس، وأمين يوسف غراب، ومحمد عبد الحليم عبدالله، ونجيب محفوظ، وعبدالحميد جودة السحار، ويوسف الشارونى، وثروت أباظة، وطه حسين، ومحمود تيمور، ومحمد فريد أبوحديد، وعلى أحمد باكثير، ويحيى حقى، وسهير القلماوي، ومصطفى محمود. وخطرت فكرة إنشاء "نادى القصة"، فى ذهن فارس الرومانسية الكاتب الراحل "إحسان عبد القدوس" عام 1950، وعرض فكرته على البكباشى يوسف السباعى، وشرح له الفكرة وهى "إنشاء نادٍ للقصة يستقطب فرسان هذا الفن الجميل الآخذ فى الازدهار فى أنحاء مصر، ومن مجمل أنشطته إصدار كتاب دورى شهريا، على أن يكون رواية من أعمال أحد الأعضاء". كان أول مقر لـ نادى القصة فى غرفة بمجلة الفن التى كان يصدرها عبد الشافى القشاشى، حتى تم استئجار جزء من شقة المخرج جمال مدكور فى ميدان التحرير وأسهم فى تأسيسها يوسف السباعى وإحسان عبد القدوس، وبعد النجاح، فكر مجلس إدارة نادى القصة، فى البحث عن مقر أكثر اتساعًا لاستيعاب الأنشطة وعدد الرواد، واستقروا بعمارة فؤاد سراج الدين فى 68 شارع قصر العيني، وأبدى مالك العقار ترحيبه بتأجير شقتين لنادى القصة، وتم بالفعل توقيع عقد الإيجار بين المالك فؤاد سراج الدين ويوسف السباعى وكيلاً عن مجلس إدارة نادى القصة. وكان الأديب الكبير الراحل يوسف السباعي، قد وقع عقد إيجار نادى القصة عام 1960، مع فؤاد سراج الدين، وظل النادى لستة عقود منارة ثقافية كبيرة فى الوطن العربى، وظل نادى القصة يعانى ويلفظ أنفاسه الأخيرة ينتظر تدخل المسئولين لإنقاذ تاريخ وذكريات عمالقة الأدب العربى فى مصر التى حُفرت على جدرانه. وتأثرت موارد النادى بعد تقليص دعم وزارة الثقافة منذ عام 2011، حيث تم إيقاف مبلغ الإعانة السنوية، التى كانت تغطى نشاطات النادى (ﺇقامة الندوات - إقامة المسابقات - إصدار مجلة غير دورية - طباعة سلسلة الكتاب الفضى للأعضاء). ومنذ هذا الوقت، تم الاعتماد كليا على الدعم المادى من أعضاء النادى وبعض الداعمين لسداد الإيجار الشهرى ومصاريف الكهرباء والمياه ومرتبات العاملين الهزيلة طوال السنوات الماضية. ولا يتقاضى أعضاء النادى أى عائد مادى من وراء النادى، حتى أن المسابقة الأدبية التى يقوم النادى بتنظيمها يتم دفع قيمتها المادية من التبرعات، لكن ورثة فؤاد سراج الدين يبدو أنهم كان لهم رائيا آخر، وقرروا وضع آخر مسمار فى نعش النادى الذى ظل يلفظ أنفاسه، وقاموا برفع جلسة لطرد النادى والتمكن من المقر، وهو ما حكمت به لصالحهم محكمة جنوب القاهرة الإبتدائية. ورغم محاولات مجلس إدارة نادى القصة المستمية فى مناشدة الجهات الحكومية، والتفاوض مع الورثة لزيادة القيمة الإيجارية بقدر يتسطيعون تحمله، إلا أن الورثة أصروا على طلب مبالغ لا يستطيع القائمين على النادى توفيرها. ورثة سراج الدين استندوا في قضيتهم إلى مادة في القانون بشأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، المادة التى ألغتها المحكمة الدستورية العليا، فى مايو 2018، فى الدعوى رقم 11 لسنة 23 قضائية "دستورية"، بعدم دستورية صدر الفقرة الأولى من المادة (18) من القانون رقم 136 لسنة 1981، فى شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن، وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، لكن هناك مَن يؤكد أن هذه المادة ثبت عدم دستوريتها فيما تضمنته من إطلاق عبارة: "لا يجوز للمؤجر أن يطلب إخلاء المكان، ولو انتهت المدة المتفق عليها في العقد"، لتشمل عقود إيجار الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتبارية، لاستعمالها في غير غرض السكن". وقضت محكمة جنوب القاهرة الابتدائية بالحكم لصالح ورثة فؤاد سراج الدين وإخلاء مقر نادى القصة من العقار ملك الورثة فى حى جاردن سيتي، حيث تم إعطاء المدعى عليه "نادى القصة"، أجل لمدة شهر فى الدعوة المرفوعة من المدعى "ورثة الراحل فؤاد سراج الدين"، بطرد أعضاء نادى القصة، وإخلاء المقر، وهو ما حدث بالفعل في منتصف ليلة أمس وحتى فجر اليوم الجمعة، ليبدأ نادى القصة صفحته الجديدة داخل الحقل الثقافي.




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;