يعتقد البعض أن تعدد الأزواج مقصورًا على الثقافات الشرقية بوجه عام، ولكن التاريخ يخبرنا بأن هذا الفعل كان موجودا فى الغرب أيضا ومن ذلك الكنيسة المورمونية.
تعود تأسيس طائفة المورمون إلى جوزيف سميث الذى ولد فى عام 1805 فى فرمونت، تأثر سميث خلال طفولته بالحركة الدينية فى منطقة مانشستر فى نيويورك حيث كان يسكن مع عائلته، وفى عام 1820، عندما كان فى الـ14 من عمره، قرر أن يبحث فى الأديان إلى أن يستقر على الدين الذى يرتاح إليه قلبه.
وفى عام 1823، أعلن سميث نزول وحى عليه من السماء أخبره بأنه رسول إلى القارة الأميركية، وأن ألواحا ذهبية تحتوى على نصوص مقدسة مكتوبة باللغة المصرية القديمة، ستظهر على يديه.
وفى عام 1827، أبلغ سميث أتباعه بأن ملكا اسمه مونى أرشده إلى مكان دفنت فيه الألواح الذهبية التى قام فى ما بعد بترجمتها إلى الإنجليزية.
وفى مارس 1830 أصدر سميث "كتاب المورمون" المقدس الذى يعتبره أتباع الطائفة تكملة للتوراة والإنجيل.
وبعد العثور على الألواح بثلاثة أعوام، أسس سميث كنيسة يسوع المسيح للقديسين الجدد وأصبح أول رؤسائها. لكن الطوائف المسيحية الأخرى وقفت ضد سميث، ورفضت طموحاته ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين أتباع الطرفين.
سميث شخصية مثيرة للجدل فى التاريخ الأميركي، أحبه أتباعه فيما أكنّ له غيرهم كرها شديدا فكان معرّضا للاضطهاد معظم حياته على الرغم من تحقيقه الكثير من الإنجازات بينها توليه منصب رئيس بلدية نوفو، أكبر مدينة فى ولاية إلينوى ومنصب قائد ميليشيا نوفو، وترشحه لرئاسة البلاد.
وفى عام 1844، هاجمت مجموعة من الأشخاص سميث فقتلوه وشقيقه.
تزوج سميت فى عام 1827 من إيما هيل، ووصفه الذين عرفوه بالزوج المثالى الذى كان يحب شريكة حياته ومخلصا لها. ورزق الاثنان بتسعة أبناء وتبنيا اثنين آخرين، لكن ستة منهم توفوا خلال سنواتهم الأولى.
وأوضحت كنيسة يسوع المسيح للقديسين الجدد (كنيسة المورمون) على موقعها الإلكتروني، أن الزواج بين رجل واحد وامرأة واحدة هو القانون الإلهى القائم بخصوص الزواج، مشيرة إلى أن الرب أمر البعض خلال العصور القديمة بالزواج من أكثر من امرأة. وأوضحت أن مؤسس طائفة المورمون تلقى أوامر ربانية بتشريع التعدد بين أتباع كنيسته فى أوائل أربعينيات القرن الـ19، واستمرت الممارسة بين عدد منهم بناء على أوامر رئيس الكنيسة.
وذكر موقع هافينغتون بوست نقلا عن تود كامبتن، الباحث فى طائفة المورمون قوله إنه أحصى 33 من زوجات سميث، فيما يعتقد أن عددهن قد يصل إلى 40.
وأوضحت الكنيسة أنها لا تدرك الحكمة الربانية من تشريع التعدد، لكن كتاب المورمون يشير إلى أن زيادة عدد الأطفال الذين يولدون ضمن عائلات مؤمنة من أحد الأسباب.
ويقول مؤيدى التعدد من المورمون إن تعدد الزوجات ساهم فى نمو مجتمعهم، إذ أصبح الزواج متاحا لكل الراغبين فيه وتقلص الفرق فى الثروة بين المواطنين إذ أتيح للنساء الفقيرات الانضمام إلى أسر فى وضع اقتصادى ومادى أفضل، وفق ما يعتقدون.
وفيما كان للنساء الحق فى الموافقة على الزواج من أسر تمارس التعدد أو الاكتفاء بزوج واحد أو حتى الامتناع عن الزواج، وفق الكنيسة، كثيرا ما قرر الرجال اتخاذ أكثر من زوجة بناء على تعليمات مسؤولين فى الكنيسة، فيما كان القرار شخصيا بالنسبة لآخرين. لكنهم جميعا كانوا مطالبين بالحصول على موافقة زعماء الكنيسة قبل الزواج مرة جديدة.
ومع الوقت ولأن القانون الأمريكى لا يبيح تعدد الزوجات بدأت الكنيسة، بعد الملاحقات القانونية لكثير من أتباعها، فى الامتثال للقانون الأميركى ودعت أتباعها إلى التخلى عن الممارسة، وتؤكد الكنيسة أنها وأتباعها ممنوعون منذ عام 1904 من ممارسة التعدد، مضيفة أنها دعت قادتها المحليين للإبلاغ عن أى مخالفين حتى يعرضوا أمام مجالسها التأديبية.
وفى الختام قالت الكنيسة إن التعدد بالنسبة للكثيرين ممن مارسوه كان امتحانا لإيمانهم، لأنه ينتهك المعايير القانونية وما هو مقبول فى المجتمع، فضلا عن أنه يعرضهم للاضطهاد والمسبة.
ورغم موقف كنيسة المورمون الواضح إزاء منع التعدد، إلا أن هناك من لا يزال يمارس هذا التقليد وهم ينتمون إلى كنائس مورمونية أصولية بعضها قد لا يعترف بـ"كنيسة يسوع المسيح للقديسين الجدد". ويقدر عدد المورمون الأصوليين بحوالى 10 آلاف شخص.