نلقى الضوء على كتاب "البحث عن اليقين" تأليف جون ديوى، ترجمة أحمد فؤاد الأهوانى، وقد صدرت ترجمته عن المركز القومى للترجمة.
يقول الكتاب، كان الإنسان فى ظل الفلسفات التقليدية يكتسب المعرفة، فيتغير، لأنه يستنير من حصوله عليها، فيصبح عارفا بعد أن كان جاهلا، ولكنها معرفة أشبه بالحلية التى تضاف إلى الشىء لتكسبه رونقا فيصلح للزينة، أما المعرفة التى يطالب بها ديوى، فهى ذلك الضرب الذى يغير العالم لأنه يتدخل فيه ويوجهه.
والمعرفة لا تُطلب لذاتها، ولا لأنها لا تفضى إلى الاستنارة وتبديد الجهل، بل لأنها تحقق الأمن حين ترسى قواعدنا على شاطئ اليقين.
إذا بلغ أحدنا اليقين اطمأن، واستقر، وإذا لم يبلغ اليقين، بل الشك أو اللايقين، أو الرجحان، او الاحتمال، لم يستقر، ولم يطمئن. ومن هذه الزاوية – نعنى زاوية اليقين واللايقين وما يتردد بينهما من درجات مختلفة تقترب من اليقين أو تبتعد عنه – بحث ديوى فى هذا الكتاب.
والكتاب له عنوان فرعى هو "العلاقة بين المعرفة والعمل" وفيه أحد مظاهر الروعة الفكرية فى هذا الكتاب تتجلى فى عملية الحشد الدقيق والتركيز على الأفكار الفلسفية الكلاسيكية وإخضاع هذه المادة الفلسفية المتنوعة والمتناقضة لنقد صارم ودقيق.
الكتاب زاخر بمنافشة للفلسفة اليونانية واسبينوزا ولوك ونيوتن وكانط وهيل وسبنسر والمثاليين المحدثين والواقعيين، فديوى يستهدف فى كل أعماله بناء وتشييد مملكة النظام والعدل والخير والجمال والتمكين لهذه المملكة.