أعادت الولايات المتحدة، الخميس الماضى، إلى العراق لوحاً مسمارياً أثرياً عمره 3500 عام يحتوى على جزء من "ملحمة جلجامش"، وتبين للسلطات الأمريكية أن اللوح سرق من متحف عراقى فى 1991 ثم هرب بعد سنوات إلى الولايات المتّحدة.
واللوح الأثرى مصنوع من الطين ومكتوب عليه بالمسمارية جزء من "ملحمة جلجامش" التى تُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية وتروى مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين فى سعيه إلى الخلود.
واللغة المكتوبة بها النقوش التى يحتويها اللوح الأثرى هى اللغة المسمارية لغة الحضارة السومرية القديمة، وهى واحدة من أقدم اللغات المكتوبة فى العالم، بل ويعتقد العديد من الباحثين أنها الأقدم على الإطلاق عبر التاريخ الإنسانى، فهل هى الأقدم أم اللغة المصرية القديمة؟
تعدّ اللغتان السومرية والمصرية القديمة (الهيروغليفية) من أقدم اللغات المكتوبة المسجّلة حيث يعود تاريخ ظهورها إلى حوالى سنة 3200 قبل الميلاد. لكن اللغة الأقدم التى لا تزال موجودة حتى يومنا هذا هى على الأرجح اللغة الصينية والتى ظهرت للمرة الأولى سنة 1500 قبل الميلاد.
واجه الخبراء والباحثون صعوبةً فى تحديد اللغة الأقدم، إلا أنهم قالوا بأن أقدم اللغات المكتوبة والمسجلة هى الكتابة المسمارية، التى تم اكتشافها فى بلاد ما بين النهرين فى الألفية الثامنة قبل الميلاد، أما من ناحية اللغة الأقدم التى تمتلك أكبر تاريخ مكتوب فهى اللغة المصرية القديمة، واللغة الأقدم التى ما زال بعض الأشخاص يتحدثون بها حتى الآن فهى اللغة التاميلية.
وبحسب عالم الآثار المصرية الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار الإسكندرية، فى مقال حسب بعنوان " لغتنا المصرية الجميلة.. أقدم لغة فى العالم": "تعد اللغة المصرية القديمة من اللغات الأفريقية (الحامية) والآسيوية (السامية مثل اللغة العربية)، واخترع المصريون القدماء اللغة المصرية القديمة قبل حوالى 3000 قبل ميلاد السيد المسيح، واستمرت هذه مستخدمة إلى حوالى القرن الحادى العاشر الميلادى، ولعل هذا يجعلها أقدم لغة عاشت فى العالم؛ فقد بلغ عمرها أكثر من أربعة آلاف سنة".