تمر اليوم الذكرى الـ214 على جلاء الإنجليز عن مدينة رشيد، بعد محاولتهم احتلالها من أجل تأمين قاعدة عمليات بريطانية ضد الدولة العثمانية، وذلك فى 26 سبتمبر عام 1807، بعد فشل حملة فريزر لاحتلال مصر، وهى حملة عسكرية للبحرية الملكية والجيش البريطانى أثناء الحرب الأنجلو-عثمانية (1807-1809) ضمن تداعيات الحروب النابليونية للاستيلاء على الإسكندرية فى مصر بغرض تأمين قاعدة عمليات ضد الدولة العثمانية فى البحر المتوسط.
ووجهت حملة عسكرية فى مارس 1807م لاحتلال مصر وخلع محمد على وتنصيب محمد بك الألفى وهى الحملة المعروفة بحملة فريزر.
وبحسب مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة" الصادرة عن مكتبة الإسكندرية، نزلت الحملة إلى الإسكندرية فى مارس 1807م، ومنها إلى رشيد، وكان محمد على فى الصعيد يطارد فلول المماليك، فوقع عبء المقاومة على المصريين الذين قاوموا الإنجليز بضراوة فى شوارع رشيد وقرية الحماد وأسروا بعض الإنجليز وقطعوا رؤوس البعض الآخر، فتقهقر الإنجليز إلى الإسكندرية للاحتماء بها.
وفى تلك الأثناء كان محمد على يستعد للزحف على الإسكندرية، سار محمد على بجيشه من معسكره فى إمبابة متوجها إلى الرحمانية ومنها إلى دمنهور فى 12 أغسطس عام 1807، وهناك التقى بالجنرال شربروك الذى فوضه فريز لإبرام الصلح بين الطرفين المصرى والبريطاني، وبعد مفاوضات قصيرة عقد الطرفان معاهدة دمنهور فى 14 سبتمبر عام 1807 والتى نصت على جلاء القوات البريطانية عن الإسكندرية فى مدى عشرة أيام من التوقيع على هذه المعاهدة، إطلاق سراح أسرى الحرب الإنجليز، صدور عفو عام لسكان الإسكندرية.
وتم جلاء القوات البريطانية فى 19 سبتمبر سنة 1807، وضمت الإسكندرية إلى محمد على بفرمان سلطانى بعد أن كانت تتبع مباشرة السلطان وحاكمها يعين من قبله مباشرة.
واستطاع الكولونيل درافيتي، الذى كان يقدم المشورة حينها لمحمد على فى القاهرة، إقناع الحاكم بالإفراج عن الأسرى البريطانيين كبادرة حسن نية وتجنيبهم المصير المعتاد المتمثل فى أن يصبحوا عبيداً لأسيرهم. وفى سبتمبر، عندما لم يعد من الممكن تحقيق أى فائدة أخرى من احتلال الإسكندرية، سُمحّ للجنرال ماكنزى فريزر بتسليم المدينة والانسحاب إلى صقلية فى السادس والعشرين من ذات الشهر.