تمر اليوم الذكرى الـ39 على رحيل أحمد حسين، مؤسس حزب مصر الفتاة، وأحد أبرز السياسيين المصريين فى حقبة ما قبل ثورة 23 يوليو، إذ رحل فى 26 سبتمبر عام 1982م، حيث ظهر كزعيم جماهيري ثوري منذ أيام دراسته في الجامعة، وتبنيه في تلك الفترة لمشروع وطني عرف بـ"مشروع القرش"، ويهدف إلى تحقيق الاستقلال الوطني في ناحية الصناعة.
تبنى الشيخ أحمد حسين مع فتحي رضوان "مشروع القرش" سنة 1931؛ وذلك لحث كل مواطن مصري على أن يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني آنذاك من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق.
ولاقت الدعوة لـ"مشروع القرش" ترحيبا من حكومة إسماعيل صدقى باشا، حيث أراد رئيس الحكومة تبنى مشروع شعبى فى ظل صراعه مع حزب الوفد، الذى كان معارضا للمشروع بحجة انه يعد انحرافا بجهود الشباب عن قضية مصر الحقيقية إلى قضية فرعية، رغم ذلك لاقت الفكرة إقبالا واسعا من قبل المصريين، وشارك به الآلاف من المتطوعين لجمع التبرعات لصالح "جمعية القرش"، حيث أسفرت الحملة عن جمع 17 ألف جنيه بالعام الأول و13 ألف جنيه بالعام الثانى، وهى مبالغ ضخمة بمقاييس تلك الفترة الزمنية، إلى ان تم افتتاح مصنع القرش لصناعة الطرابيش عام 1933 بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية، وذلك فى شارع مصنع الطرابيش بمنطقة العباسية.
ورغم افتتاح المصنع وبدء إنتاجه بالفعل عام 1933، إلا أن "أحمد حسين" مؤسس المبادرة، تم اتهامه باختلاس أموال المشروع، الأمر الذى دفعه إلى تقديم استقالته من "جمعية القرش"، ليؤسس فيما بعد جمعية "مصر الفتاة" واحدة من أهم الجمعيات السياسية التى عرفتها مصر قبل ثورة 1952.
ولا يعد "مصنع القرش" هو أول مصنع يتم افتتاحه فى مصر لصناعة الطرابيش، حيث انشأ محمد على باشا عام 1828، مصنع للطرابيش بمدينة "فوة" التابعة لمحافظة كفر الشيخ حاليا، بهدف تلبية احتياجات الجيش المصرى من الطرابيش، والتى كانت جزء من الزى الرسمى للجيش، على أن يتم طرح الفائض من الإنتاج بالأسواق، وهو المشروع الذى حقق نجاحا بالغا ووصل حجم إنتاجه إلى 120 طربوش باليوم، كما نافست منتجات المصنع المصرى صناعة الطرابيش التونسية، والرائدة فى تلك الصناعة، إلا أن المشروع توقف بعد تحالف الدول الأوروبية لإسقاط دولة محمد على، وهو ما ترتب عليه توقف العديد من المشروعات التى قام بإنشائها.