تمر هذه الأيام الذكرى الـ199 لفك رموز حجر رشيد على يد عالم المصريات الشهير شامبليون، وذلك فى 22 سبتمبر من عام 1922، وهو نصب من حجر الجرانودايوريت مع مرسوم صدر في ممفيس، في 196 قبل الميلاد نيابة عن الملك بطليموس الخامس، يظهر المرسوم في ثلاثة نصوص: النص العلوي هو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية المصرية، والجزء الأوسط نص الهيراطيقية، والجزء الأدنى اليونانية القديمة.
يرجح الكثيرون أن الحملة الفرنسية التي مكثت لمدة ثلاث سنوات من 1798 إلى 1801م، هي التي اكتشفت اللغة الهيروغليفية بواسطة حجر رشيد، حيث إنه بعد بحث ودراسة استغرقت نحو 20 عام، توصل العالم الفرنسي جان فرنسوا شامبليون في باريس عام 1822 م الى فك رموز اللغة.
لكن بعض الدراسات على امتداد فترات زمنية متباعدة، وآخرها دراسة الدكتور عكاشة الدالى، والذي حصل من خلالها علي درجة الدكتوراه، أثبتت أن علماء المسلمين العرب بذلوا جهودًا مضنية - وإن لم تنجح نجاحا كبيرًا - للتعرف على القيمة الصوتية والمعانى لبعض المفرادات المصرية القديمة.
وأثبتوا في دراسته أن علماء العرب في القرون الوسطي هم من فكوا طلاسم ورموز الحضارة المصرية القديمة، قبل العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي ينسب إليه فك رموز الكتابة الهيروغليفية بألف سنة على الأقل، وكشف الدالي عن أسماء علماء من مصر وغيرها من البلدان العربية مثل "أيوب ابن مسلمة والصوفي ذو النون المصري وجابر بن حيان وأبو بكر بن وحشية وابو القاسم العراقي"، موضحا أن جميعهم ساعدوا في فك طلاسم الخطوط المصرية قبل وصول الحملة الفرنسية الى ارض مصر بألف سنة علي الأقل.
وتمكن العلماء العرب من اكتشاف اثنين من المبادئ الأساسية، في الموضوع الأول منها هو أن بعض الرموز تعبر عن أصوات، والثاني أن الرموز الأخرى تعبر عن معنى الكلمة بطريقة تصويرية، ويضيف الدالي،في دراسته ان العالم الصوفي المصري الشهير (ذا النون) الذي ولد ونشأ في معبد أخميم في سوهاج في صعيد مصر في بداية القرن التاسع الميلادي معروف عنه انه كان يجيد الهيروغليفية المكتوبة على جدران المعابد في سوهاج وهو نفسه قال ذلك في بعض قصائده كما ان مؤلفاته تتحدث عن حل رموز ومغاليق كتابات قديمة وكثيرة جدا منها الهيروغليفية ووصفها بدقة سواء كانت اللغة الديموطيقية أو الهيراطيقية أو القبطية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى دراسات في لغات أخرى وحضارات أخرى.