قلما اشتهرت قصة في عقد الستينات مثلما اشتهرت قصة الكرة ورأس الرجل للقاص السكندرى الكبير الراحل محمد حافظ رجب، وقد نالت المجموعة التي تحمل نفس الاسم والتى صدرت عام 1968 صيتا واضحا، فكتب عنها كبار الكتاب، كما كتب في العموم عن الكاتب الراحل مبشرين بأديب مختلف يسبق عصره وأوانه كما قال دائما يحي حقى.
وتتناول قصة الكرة ورأس الرجل بعدا طريفا، حيث تفترض أن لاعبين للكرة لم يجدوا كرة يلعبون بها فأعطاهم زميلهم رأسه ليلعبوا بها في إشارة ساخرة إلى العقل المتراجع واللامنطق.
وعانى محمد حافظ رجب من التجاهل فلم يحتف به أحد سوى مكتبة الإسكندرية التى حرصت على تكريم حافظ رجب باعتباره سكندريا في مؤتمر لإعادة اكتشاف هذا المبدع الذي سيظل في حاجة دائمة لإعادة اكتشاف نظرًا لثراء وعمق وتفرد عطائه الإبداعي.
ولم يكن الكاتب الراحل لا يشارك في اللقاءات الأدبية إلا نادرًا على الرغم من اعتراف جماعى بأنه حالة نادرة من حالات الإبداع ، وهو من القلائل في تاريخ القصة القصيرة العربية الذي أضاف تجديدًا عميقًا ومهمًا لنوعية الإبداع في هذا المجال، حتى أن عناوين كتبه كذلك لم تكن تخلو من طرافة وتجديد نادر.
وقد ولد محمد حافظ رجب في الإسكندرية عام 1935 وأقام بالقاهرة فترة، عمل خلالها بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ثم عاد للإسكندرية عام 1962، ليواصل الكتابة.
صدرت لمحمد حافظ رجب عدة مجموعات قصصية منها : غرباء عام 1968، الكرة ورأس الرجل عام 1968، مخلوقات براد الشاي المغلي عام 1979، حماصة وقهقهات الحمير الذكية عام 1992، اشتعال رأس الميت عام 1992، طارق ليل الظلمات عام 1995، رقصات مرحة لبغال البلدية عام 1999، عشق كوب عصير الجوافة عام 2003.