من المعروف أن بسماتيك الأول كان أول فراعنة الأسرة السادسة والعشرين، وقد وحد مصر فى العام الثامن من حكمه عندما أرسل أسطولاً قوياً فى مارس 656 ق.م، إلى طيبة وأجبر"ملكة مصر" على اتخاذ ابنته نيتوكريس وريثة لها، وكانت وزارة السياحة والآثار قد اكتشفت فى عام 2017م جزء من التمثال الملكى لبسماتيك فى منطقة المطرية وبالتحديد بسوق الخميس، وتم نقل التمثال إلى الحديقة المتحفية بالمتحف المصرى بالتحرير، وخلال زيارتنا للمتحف لفت نظرنا جلوس "يمامية" أعلى جسم بسماتيك وكأنها فخورة بجلوسها على تمثال الملك، وهذا ما التقطته عدسة "انفراد".
وحسب بحث للأثرى أحمد السنوسى، تبدأ الأسرة 26 بالملك بسماتيك الأول ابن الملك نيكاو وتنتهى بالملك بسماتيك الثالث، ويرى سليم حسن أنه بدأ عصرا جديدا فى حياة مصر، فلقد أصبحت البلاد فى عهده مستقلة تماما بعد أن كانت من قبل تحت نير الحكم الأشورى، وخلص مصر ليس من الأشوريين فقط بل ومن الكوشيين، ونهض بالبلاد نهضة كانت مضرب الأمثال فى تاريخ مصر.
وهناك الكثير من الجدل حول مسمى هذا الملك يرى "بيترى" أن اسم بسماتيك فى تركيبه هو من طراز اسم (شبتاكا) والذى يعنى القط البرى، ويعود إلى الأصل الكوشى، لكن هناك رأيا مخالفا تماما يرى أنه له أصل ليبى ويعنى ابن الأسد، أما "فيدمان وشبيجلبرج" فيؤكد أن أصل التسمية مصرى خالص، وأن التفسير اللغوى للاسم هو "إنسان الإله تك"، وأن تك هو الإله المحلى للمكان الذى نشأت فيه هذه الأسرة فى دلتا النيل خاصة منطقة سايس.
من الظاهر أن بداية حكم الملك بسماتيك الأول كانت مليئة بالمصاعب والعقبات، وأن الأخبار التى تتحدث عنه كانت مفعمة ونفى على يد مناهضيه وحوصر فى مستنقعات ساحل البحر المتوسط .
لم يكن للملك بسماتيك أسرة كبيرة على غرار سابقيه من الملوك، لكن من المؤكد الفعلى بكل المواثيق أنه لم يتزوج سوى مرة واحدة فقط بل كان مخلصا لأسرته الصغيرة، زوجته "محيتنوسخت" وابنته "نيتوكريس"وابنه "نيكاو" وهو الأمير الذى عرف باسم (نيكاو الثانى) وتربع على عرش مصر فى عام 609 ق.م بعد وفاة أبيه الملك بيسماتيك الأول ولا يعرف عدد سنين حكمه حتى الآن بالتفصيل.