تحتفل بعض دول العالم، فى مثل هذا اليوم 1 أكتوبر باليوم العالمى للقهوة، بعدما وافقت عليه المنظمة الدولية للقهوة، وتم إطلاقه فى ميلان لأول مرة، وقد استغل هذا اليوم أيضاً للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعى حول مشاكل مزارعى البن.
وتذكر عدد من التقارير العالمية أن معدل استهلاك القهوة عالميًا وصل إلى أكثر من 150 مليون كيسًا كل عام، وهو ما يساوى 10 ملايين طن، لكن رغم هذا الشعبية إلا أن القهوة على مدار تاريخها تعرضت لحملات تحريم من أصحاب الديانتين الإسلامية والمسيحية.
ويذكر الدكتور خالد منتصر فى كتابه "هل هذه حقا بديهيات دينية؟" أن الشيخ عبد الوهاب الشعراوى، أحد فقهاء العصر العثمانى، أفتى قبل وفاته عام 1572م بتحريم القهوة، ومن بعدها رفع شيخ الأزهر أحمد بن عبدالحق السنباطى، ومعه تلاميذه من الأزهر سيف التكفير ضد كل من يشرب القهوة، ووصل الأمر إلى قيامهم بالخروج بعد الصلاة يحطمون المقاهى ويثيرون الشغب فى الشوارع، وأصبح مجرد ذكر كلمة "قهوة" مرتبط بالمنكرات والمسكرات والمحرمات، وتم منع استعمال القهوة والتجاهر بشربها، وهدم كوانينها وكسر أوانينها.
ويذكر الكاتب الكبير جمال الغيطانى فى كتابه "ملامح القاهرة فى ألف سنة" أن البعض حرم القهوة لما رأوه فيها من الضرر، وخالفهم آخرون ومنهم المتصوفة عام 1037 هـ، حيث زار القاهرة الرحالة المغربى أبو بكر العياشى ووصف مجالس شرب القهوة فى البيوت، وفى الأماكن المخصصة لها، مشددا على أن فى مطلع القرن العاشر الهجرى حسمت مشكلة تحريم القهوة أو تحليلها، وانتشرت فى القاهرة الأماكن التى تقدمها، وأطلق عليها المقاهى.