صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، أحدث إصدارات الناقدة الفنية الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، تحت بعنوان "دراسات فى النقد الموسيقى"، أما غلاف الكتاب فهو من تصميم حسين جبيل، وهو الكتاب السادس من مؤلفات الناقدة الموسيقية.
يتضمن الكتاب 5 دراسات لم يتطرق لها البحث الموسيقى والنقد الثقافى من قبل وهى:" الموسيقى المكارونية، وهى مصطلح أدبى لأول مرة تستخدمه الباحثة كمصطلح موسيقى وتفصح عن ماهيته الموسيقية، الأغنية الجهادية عند التنظيمات الإرهابية، ويتعرض لتحليل صناعة الأغنية فى الجماعات المتطرفة، توظيف لصوت البشرى فى الموسيقي الآلية لدراما الشاشات، واستخدم فيه طريقة مبتكرة للتحليل الصوتى يعتمد على العلاقات السيميولوجية التى تنتجها فونيهات الأصوات داخل المؤلفات الموسيقى، ويتضمن الكتاب أيضا: الموسيقى الأمازيغية بين مصر والمغرب العربى، الماسونية وتأثيرها على الحركة الموسيقية العالمية".
وقالت ياسمين فراج في مقدمة الكتاب: أطلق لقب "عصر النقد" على القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ولكن القرن العشرين يستحق هذا اللقب أيضاً، إذ وصل النقد فيه إلى درجة جديدة من الوعي بالذات، ومكانة أعظم في المجتمع، وجاء في العقود الأخيرة منه بمناهج وأحكام جديدة، وقد ميز رينيه ويليك بين ستة إتجاهات جديدة في النقد على الأقل خلال النصف الأخير من القرن العشرين وإن كان لها جذور تمتد إلى الماضي وهي "النقد الماركسي، النقد النفسي، النقد اللغوي الأسلوبي، الشكلية العضوية الجديدة، النقد الأسطوري الذي يستعين بمكتشفات الأنثروبولوجيا الثقافية وأفكار كارل ينغ، وما يمكن اعتباره نقداً فلسفياً جديداً يستلهم الوجودية وغيرها من المذاهب المشابهة".
وأضافت: ومن أهم أنواع النقد الذي ذكره رينيه وسيتكرر ظهوره في الثلاثة دراسات الأُوَل من هذا الكتاب هو "النقد اللغوى"، وهو يأخذ مقولة مالارميه الشهيرة عن كون الشعر لا يكتب بالأفكار، بل بالكلمات مأخذ الجد، ولكن يجب أن نميز بين طرق تناول الكلمات المختلفة في البلاد المختلفة، فقد أسست في روسيا خلال الحرب العالمية الأولى "جمعية لدراسة اللغة الشعرية" (Opojaz) أصبحت فيما بعد نواة الحركة الشكلية الروسية، وقد وجهوا عنايتهم للطبقة الصوتية من اللغة – توافقات أحرف العلة، مجموعات الأحرف الساكنة، القافية، إيقاع النثر، والأوزان – وأكثروا من الاستعانة بمفهوم الفونيم (أصغر وحدة صوتية ذات معنى) الذي ظهر على أيدي دي سوسير وأعضاء مدرسة جنيف، ثم على أيدي اللغويين الروس أمثال تروبتسكوي.
وتابعت: وقد ابتكروا العديد من المناهج الفنية (بل والإحصائية) لدراسة العمل الأدبي الذي حسبوه نتيجة الوسائل الفنية التي يتكون منها، فالنص الشعري واللغة الذي يقدم بها عنصر رئيسي في العمل الموسيقي الغنائي ينتج دلالاته داخل العمل الفني، كذلك الفونيمات الصوتية كما سيظهر التعرض لها وتحليلها في دراسة “توظيف الصوت البشري في الموسيقى الآلية لدراما الشاشات".
وأوضحت: من أنواع النقد الهامة التي ستظهر ملامحها في بعض دراسات هذا الكتاب هو"النقد الإجتماعي"، لقد لفت لوكاتش الإنتباه في النقد الإجتماعي إلى ماأسماه "الأشكال- المعنى" إذ لا تنفصل "الأفكار" و"المشاعر" عن الأسلوب، فهناك عمل موحد ومجدد يمر عبر الواقع من حالة الكمون إلى الظاهر المُعبر عنه، ويدعونا النقد الإجتماعي إلى مساءلة ملكتنا الذاتية: ماذا يعني إنتاج نص ما؟، من هذا المنظور فالنقد الإجتماعي يؤسس الإنسان المادي ضمن إطار إنسانية ملموسة وضمن هوامشها أيضاً.
وياسمين فراج، أستاذ دكتور النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، ناقدة موسيقية وفنية، ولها عدد من الكتب المنشورة، حاصلة على الجائزة الشرفية فى مسابقة جائزة محمود قطاط الدولية لعام الموسيقى من الجمهورية التونسية عام 2017، شاركت فى العديد من المؤتمرات العلمية محليا وإقليميا ودوليا، عضو لجنة المشاهدة فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، فى دورتى "اليوبيل الذهبى" والسادسة والعشرين، ألفت موسيقى العرض المسرحى "شقة عم نجيب" عام 2018.
