تمر اليوم الذكرى الـ510 على تشكيل العصبة المقدسة بين فرناندو الثانى والدولة البابوية وجمهورية البندقية ضد فرنسا، وذلك فى 4 أكتوبر عام 1511، أنشأ البابا يوليوس الثانى عصبة كامبراى للحد من نفوذ جمهورية البندقية فى شمال إيطاليا، حيث شكل تحالفاً مناهضاً للبندقية ضم بالإضافة إليه كلاً من لويس الثاني عشر ملك فرنسا والإمبراطور الرومانى المقدس ماكسيميليان الأول وفرناندو الثانى ملك أراجون، على الرغم من أن العصبة كانت ناجحة فى البداية، إلا أن الاحتكاك بين لويس ويوليوس تسبب فى انهيارها عام 1510، تحالف عقبها يوليوس مع البندقية ضد فرنسا.
في ربيع عام 1508، أثارت جمهورية البندقية غضب يوليوس عندما عينت مرشحها الخاص لمنصب شاغر فى أبرشية فيتشنزا، وردًا على ذلك، دعى البابا جميع الأمم المسيحية إلى الانخراط معه فى حملة لإخضاع البندقية، في العاشر من شهر ديسمبر عام 1508، أبرم ممثلوا البابوية وفرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة وفرناندو الثانى ملك إسبانيا ما عرف بـ عصبة كامبرى للتصدى لجمهورية البندقية.
اتفقت تلك الأطراف على تقسيم أراضى البندقية فى إيطاليا بشكل كامل فيما بينها، فكان من المفترض أن يحصل ماكسيمليان – بالإضافة إلى استعادة جوريتزيا وتريستى ومرانيا واستريا الشرقية – على فيرونا وفيتشنزا وبادوفا وفريوليى، بينما ستضم فرنسا كلًا من بريشا وكريما وبيرجامو وكريمونا إلى ممتلكاتها في ميلان، وسيستولي فرناندو على أوترانتو، أما الأجزاء الباقية –من بينها ريميني ورافينا، ستُضاف إلى الدولة البابوية.
في التاسع من مايو عام 1509، عبر لويس نهر أدا مترأسًا جيش فرنسا، ووصل على الفور إلى أراضى البندقية، عينت البندقية جيش مرتزقة (كوندوتييرو) تحت قيادة أولاد الخال أورسيني – بارتولوميو دالفيانو ونيكولو دي بيتيليانو– من أجل التصدي للجيش الفرنسي، لكن البندقية لم تأخذ بعين الاعتبار الاختلاف الذي دب بينهما حول الطريقة المثلى لإيقاف الزحف الفرنسي، وفي الرابع عشر من شهر مايو، واجه دالفيانو الفرنسيين في معركة أنياديللو، وكان تعداد الجيش الفرنسي يفوق تعداد جيش دالفيانو بمقدار كبير، لذا أرسل الأخير طلبات للحصول على تعزيزات من قريبه دي بيتيليانو، والذي رد بأوامر تفيد بالانسحاب من المعركة والمضى فى طريقه.
تجاهل دالفيانو الأوامر الجديدة، واستمر بالمعركة، لذا حوصر جيشه في نهاية المطاف ودمر، استطاع دي بيتيليانو تجنب مواجهة لويس، لكن عندما سمع مرتزقته بنبأ هزيمة دالفيانو، فرّ عدد كبير منهم في الصباح التالي، فاضطر دي بيتيليانو إلى الانسحاب نحو تريفيزو مع ما تبقى من جيش البندقية.
انهارت البندقية بالكامل، زحف لويس لاحتلال أراضي البندقية في الشرق الأقصى، مثل بريشا، بدون أن يواجه أي مقاومة ملحوظة، فخسرت البندقية جميع الأراضي التي ضمتها في شمال إيطاليا خلال القرون السابقة، أما المدن الكبرى التي لم يحتلها الفرنسيون –مثل بادوفا وفيرونا وفيتشنزا– فانسحب دي بيتيليانو منها وبقيت بدون أي دفاعات، لذا استسلمت بسرعة لماكسيمليان عندما وصل المبعوثون الإمبراطوريون إلى فينيتو. تزامنًا مع تلك الأحداث، فرض يوليوس حظرًا كنسيًا على البندقية فُحرم جميع مواطني الجمهورية، ثم غزا رومانيا واستولى على رافينا بمساعدة ألفونسو الأول ديستي، دوق فيرارا. استولى ديستي على بوليزني بعدما التحق بالعصبة ونصّب جونفالونييرًا في التاسع عشر من شهر أبريل.
توسع التحالف البابوي من البندقية في نهاية المطاف إلى عصبة مقدسة طردت الفرنسيين من إيطاليا في عام 1512؛ أدت الخلافات حول تقسيم الغنائم إلى تخلي البندقية عن تحالفها مع الدولة البابوية لصالح التحالف مع فرنسا، بقيادة فرانسوا الأول الذي خلف لويس على العرش، نجح الفرنسيون والبنادقة عبر انتصارهم في معركة مارينيانو في 1515 باستعادة الأراضي التي فقدها. أدت معاهدتي نيون وبروكسل التي أنهت الحرب في العام التالي إلى عودة الوضع بشكل أساسي لما كان عليه عام 1508 في إيطاليا.