أصدر خليل مطران ديوانه المطبوع الأول فى أربعة أجزاء عام 1908، بعد سنوات من الإنتاج الأدبى بعدها عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية، كما كان له دور فعال فى النهوض بالمسرح القومى بمصر.
عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وكان صاحب مدرسة فى كل من الشعر والنثر، تميز أسلوبه الشعرى بالصدق الوجدانى والأصالة وكما يعد من مجددى الشعر العربى الحديث، فهو أيضاً من مجددى النثر فقد أخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.
على الرغم من محاكاة مطران فى بداياته لشعراء عصره في أغراض الشعر الشائعة من مدح ورثاء، لكنه ما لبث أن استقر على المدرسة الرومانسية والتى تأثر فيها بثقافته الفرنسية، فكما عنى شوقى بالموسيقى وحافظ باللفظ الرنان، عنى مطران بالخيال، وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره مثل إبراهيم ناجي وأبو شادي وشعراء المهجر وغيرهم.
وقد ولد مطران عام 1872 في لبنان غير أنه انتقل منها إلى باريس ثم إلى مصر حيث عاش معظم حياته، عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، وقد كان يشبه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي، عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب "شاعر القطرين" ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب "شاعر الأقطار العربية".
دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين اخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري إلى عالم لأدب العربي.
وقد كان مطران صاحب حس وطني فقد شارك في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، ومن باريس انتقل مطران إلى محطة أخرى في حياته فانتقل إلى مصر، حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ثم قام بإنشاء "المجلة المصرية" ومن بعدها جريدة "الجوانب المصرية" اليومية والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب،ونظراً لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين.