صناعة الخزف ليست بالهينة أو البسيطة، فقطع الخزف والفازات التى تزين المنازل لا يعرف مقتنيها الخطوات التى تمر عليها لكى توضع وتزين أحد أركان منزله، لك أن تتخيل أن هذه القطع الخزفية حتى تصل لدرجة التشبع وتأخذ الشكل الجمالى، تمر فى أحد المراحل بالفرن فى درجات حراراة متفاوتة تبدأ من 900 درجة إلى 1500 درجة مئوية .
يقول أنور صلاح سيد، حرفى خزف، خلال إجرائه تجربة صناعة الخزف، إن الفازات والقطع الخزفية تتكون من مادة " تبن أسوانلى" وهى عبارة عن بودرة تجلب من أسوان ، أو أحد المناطق مصر القديمة ، ويتم وضع هذه المادة فى حوض مملتئ بالماء لمدة 20 يوما لتتشبع هذه المادة بالماء، مضيفا أنه بعد مرور الوقت الكافى يقوم بتشكيل هذه القطع الخزفية المختلفة بحيث تأخذ أشكال جمالية، وبعد ذلك يتم تشمعيها ووضعها فى قابل للتهوية أو أمام الشمس لمدة لثلاث أيام.
وأضاف " سيد" لـــ"انفراد" أن قطع الخزف توضع فى أفران تصل درجة حرارتها من 900 إلى 1500 درجة مئوية، وتختلف على حسب نسبة أكسيد الكوبلت والذى يأخذ اللون الأزرق ،لافتا إلى انه يتم وضع القطع الخزفية فى الفرن لمدة 12 ساعة ، ثم ترش بمادة الجليز وهى مادة طلاء زجاجى ثم تعود للفرن مرة أخرى.
من جانبها ، قالت نورا حمدى ، مسئولة الحرف البيئية بادارة القصور المتخصصة، إن القطع الخزفية هى أعمال فنية من التراث لذلك لا يمكن الاستغناء عن هذه الحرفة ومنتجاتها، مشيرة إلى أن قيمة الخزف ترجع إلى الحرفى أو الفنان الذى يجلس على دولاب العمل ويقوم بتشكيل الأعمال الفنية الخزفية .
وأكدت "حمدى" ، أنه قصور الثقافة تحرص على تقديم هذه القطع الخزفية للجمهور بسعر تكلفتها دون تحقيق هامش ربحى ، رغم الصعوبات والمعاناة خلال صناعة الخزف، مضيفة أن سعر القطعة الصغيرة تبدأ من 50 جنيه لتصل إلى أحجام كبيرة بسعر 80 جنيه ، بينما فى الأسواق الخارجية تصل سعر القطعة 200 جنيه، ويرجع فرق السعر إلى وجود ادارة مسئولة عن البيع بهيئة قصور الثقافة يقوم بتسعيرها بشكل رمزى وعرضها للبيع بتكلفة المنتج .