ننشر قصيدة للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور عن حرب السادس من أكتوبر، حيث تمراليوم الذكرى الـ 48 على الانتصار العظيم.
تملّيناك، حين أهلَّ فوق الشاشة البيضاء
وجهك يلثم العلما
وترفعه يداك،
لكى يحلق فى مدار الشمس،
حر الوجه مقتحما
ولكن كان هذا الوجه يظهر، ثم يستخفى .
ولم ألمح سوى بسمتك الزهراء والعينين
ولم تعلن لنا الشاشة نعتا لك أو اسما
ولكن، كيف كان اسم هنالك يحتويك ؟
وأنت فى لحظتك العظمي
تحولت إلى معنى، كمعنى الحب، معنى الخير، معنى النور، معنى القدرة الأسمى.
تراك،
وأنت فى ساح الخلود، وبين ظل الله والأملاك
تراك، وأنت تصنع آية، وتخط تاريخا
تراك، وأنت أقرب ما تكون
إلى مدار الشمس والأفلاك
تراك ذكرتني،
وذكرت أمثالى من الفانين والبسطاء
وكان عذابهم هو حب هذا العلم الهائم فى الأنواء
وخوف أن يمر العمر، لم يرجع إلى وكره
وها هو عاد يخفق فى مدى الأجواء.
فهل، باسمى وباسمهمو لثمت النسج محتشدا
وهل باسمى وباسمهمو مددت إلى الخيوط يدا
وهل باسمى وباسمهمو ارتعشت بهزة الفرح
وأنت تراه يعلو الأفق متئدا
وهل باسمى وباسمهمو همست بسورة الفتح
وأجنحة الملائك حوله لم تحصها عددا
وأنت ترده للشمس خدنا باقيا .. أبدا
هنيهات من التحديق،
حالت صورة الأشياء فى العينين
وأضحى ظلك المرسوم منبهما
رأيتك جذع جميز على ترعة
رأيتك قطعة من صخرة الأهرام منتزعة
رأيتك حائطا من جانب القلعة
رأيتك دفقة من ماء نهر النيل
وقد وقفت على قدمين
لترفع فى المدى علما
يحلق فى مدار الشمس،
حر الوجه مبتسما.